responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 165

و جودتها، و رداءتها، و ضعفها. ثم کلما کان التجلی و المشاهدة أقوی، کان ما یترتب علیه من حب اللّه و الانس به أشد و أقوی، و کلما کان الحب و الانس أزید، کان ما یترتب علیه من البهجة و اللذة أعلی و أقوی، و تبلغ هذه اللذة مرتبة لا تؤثر علیها لذة أخری من نعیم الجنة، بل ربما بلغت حدا تتأذی من کل نعیم سوی لقاء اللّه و مشاهدته، فالنعمة و البهجة فی الجنة بقدر حب اللّه، و حب اللّه بقدر معرفته، فاصل السعادات هی المعرفة التی عبر الشرع عنه ب (الایمان).
فان قیل: اللقاء و المشاهدة ان کانت زیادة کشف للمعرفة حتی تتحقق بین لذة الرؤیة و لذة المعرفة نسبة، لکانت لذة اللقاء و الرؤیة قلیلة، و ان کانت اضعاف لذة المعرفة، اذ هی فی الدنیا ضعیفة. فتضاعفها إلی أی حد فرض لا ینتهی فی القوة، الا ان یستحقر فی جنبها سائر لذات الجنة و نعیمها قلنا: هذا الاستحقار و التقلیل للذة المعرفة باعثه عدم المعرفة أو ضعفها، فان من خلا عن المعرفة، أو کانت له معرفة ضعیفة و قلبه مشحون بعلائق الدنیا لا یدرک لذتها، فمن کملت معرفته و صفت عن علائق الدنیا سریرته، قویت بهجته و اشتدت لذته بحیث لا توازنها لذة، فان للعارفین فی معرفتهم و فکرتهم و مناجاتهم للّه- عز و جل- ابتهاجات و لذات لو عرضت علیهم الجنة و نعیمها فی الدنیا بدلا عنها لم یستبدلوها بها. ثم هذه اللذة مع کمالها لا نسبة لها أصلا إلی لذة اللقاء و المشاهدة، کما لا نسبة للذة خیال المعشوق إلی رؤیته، و لا للذة استنشاق روائح الأطعمة الطیبة إلی ذوقها و اکلها، و لا للذة اللمس بالید إلی لذة الوقاع.
و مما یوضح ذلک، ان لذة النظر إلی وجه المعشوق تتفاوت بامور:
أحدها- کمال جمال المعشوق و نقصانه.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست