responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 163

رؤیة لأنها غایة الکشف، و کما ان سنة اللّه جاریة بأن تطبق الاجفان یمنع من تمام الکشف الذی هو الرؤیة فی المتخیلات، فکذلک سنته ان النفس ما دامت محجوبة بالبدن و عوارضه و شهواته، لم یحصل لها تمام الکشف الذی هی المشاهدة و اللقاء فی المعلومات الخارجیة عن الخیال، فإذا ارتفع بالموت حجاب البدن، و خلصت النفس، لم یکن بعد فی غایة التنزه عن کدورات الدنیا، بل کانت ملوثة بها، الا ان النفوس مختلفة فی ذلک: فمنها: ما تراکم علیه الخبث و الصدی، فصار کالمرآة التی فسد بطول تراکم الخبث جوهرها، فلا تقبل الإصلاح و التصقیل. و هؤلاء هم المحجوبون عن ربهم ابد الآباد.
نعوذ باللّه من ذلک، و منها: ما لم ینته إلی حد الرین و الطبع، و لم یخرج عن قبول التزکیة و التصقیل، و هذه النفوس غیر متناهیة الدرجات و المراتب.
اذ المتلوث بالکدورات عرض عریض فی (الواقع) بین الرین و الطبع، و بین التزکیة التامة و التجرد الکلی الذی لم یکن فیه شوب من الکدورات.
و هذه النفوس المتلوثة علی اختلاف درجاتها و مراتبها تحتاج إلی التطهیر لتستعد للمشاهدة و اللقاء بتجلی الحق فیها، و تطهیرها انما هو بنوع عقوبة من العقوبات الأخرویة. و هی کمراتب التلوث غیر متناهیة الدرجات اولها سکرة الموت، و آخرها الدخول فی النار، و ما بینهما عقوبات البرزخ و أهوال القیامة بانواعها، فکل نفس لا بد لها من عقوبة من هذه العقوبات لتتطهر من کدورتها: فمنها: ما یتطهر بمجرد سکرة الموت و شدة النزع، و منها: ما یتطهر بها، و ینقص عقوبات البرزخ، و منها: ما لا یتطهر إلا بأن یذوق بعض عقوبات الآخرة، و منها ما لا یحصل تطهیره إلا بالعرض علی النار عرضا یقمع منها الخبث الذی تدنست به. فربما کان ذلک لحظة حقیقة، و ربما کان سبعة آلاف سنة- کما وردت به الأخبار- و ربما کان أقل
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست