responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 16

الطائفة الثالثة أهل العلم‌

و المغترون منهم فرق:
(فمنهم) من اقتصر من العلم علی علم الکلام و المجادلة و معرفة آداب المناظرة، لیتفاخر فی اندیة الرجال و یتفوق علی الاقران و الأمثال، من غیر ان یکون له فی العقائد قدم راسخ او مذهب واحد، بل یختار تارة ذاک و تارة هذا، و تکون عقیدته کخیط مرسل فی الهواء تفیئه الریح مرة هکذا و مرة هکذا، و مع ذلک یظن بغروره أنه اعرف الناس و اعلمهم باللّه و بصفاته.
و (منهم) من أقتصر من العلم علی علم النحو و اللغة، او الشعر او المنطق، و اغتر به و افنی عمره فیها، و زعم ان علم الشریعة و الحکمة موقوف علیها، و لم یعلم أن ما لیس مطلوبا لذاته و یکون وسیلة إلی ما هو مقصود لذاته یجب ان یقتصر علیه بقدر الضرورة، و التعمق فیه إلی درجات لا تتناهی فضول مستغنی عنها، و موجب للحرمان عما هو مقصود لذاته.
و (منهم) من اقتصر علی فن المعاملات من الفقه، المتضمن لکیفیة الحکم و القضاء بین الناس، و اشتغل باجراء الاحکام، و أعرض عن علم العقائد و الأخلاق، بل عن فمن العبادات من الفقه، و أهمل تفقد قلبه لیتخلی عن رذائل الأخلاق و یتحلی بفضائل الملکات و تفقد جوارحه و حفظها عن المعاصی و الزامها الطاعات.
و (منهم) من حصل فن العبادات أیضا، بل احکم العلوم الشرعیة بأسرها و تعمق فیها و اشتغل، و لکن ترک العلم الإلهی و علم الأخلاق و لم یحفظ الباطن و الظاهر عن المعاصی و لم یعمرها بالطاعات.

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست