العمل غرضه الباعث، أی باعثه الأول، إما واحد: کالقیام للاکرام، أو
للهرب من السبع المتهجم علیه، أو متعدد مع استقلال کل واحد بالباعثیة
متساویا او متفاوتا: کالتصدق للفقر و القرابة بالنظر إلی من ینتهض فیه کل
واحد بانفراده سببا للاعطاء، او بدون استقلال واحد لو انفرد، بل المستقل
المجموع، کالمثال المذکور بالنظر إلی من یعطی ماله قریبه الفقیر و یمتنع
عند الانفراد، أی لا یعطیه قریبه الغنی، و لا الأجنبی الفقیر، أو مع
استقلال بعض دون بعض، بأن یکون للثانی تأثیر بالاعانة و التسهیل دون البعث و
التحصیل، ثم یتعدد الجزاء بتعدد البواعث، إن خیرا فخیر: کالدخول فی
المسجد لزیارة اللّه، و لانتظار الصلاة، و الاعتکاف و الانزواء و التجرد
للذکر، و ترک الذنوب، و ملاقاة الاتقیاء و اخوانه المؤمنین، و استماع
المواعظ و احکام الدین، و الامر بالمعروف و النهی عن المنکر، و ان شرا فشر:
کالقعود فیه للتحدث بالباطل، و ملاحظة النساء، و المناظرة للمباهاة و
المرآة، و ربما کان بعض البواعث خیرا و بعضها شرا: کالتصدق للثواب و
الریاء، و دخول المسجد لبعض البواعث الأول، و بعض البواعث الثانیة، و العمل
الذی باعثه من هذا القسم قد ظهر حکمه فی باب الإخلاص. ثم باعث العمل
المباح ان کان خیرا بجعله عبادة، کالتطیب یوم الجمعة لاقامة السنة، و تعظیم
المسجد و الیوم، و دفع الاذی بالنتن، و الأکل لقوة العبادات، و الجماع
للولد و تطییب خاطر الزوجة، و الترفه بنومة او دعابة مباحة لرد نشاط
الصلاة، و ان کان شرا بجعله معصیة، کالتطیب للتفاخر بإظهار الثروة و التزین
للزنا، و لا یؤثر فی الحرام، فلا یباح شرب الخمر لموافقة الاقران