responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 109

و قدرة، إذ کل انسان خلق بحیث یوافقه بعض الأمور و یلائم غرضه، و یخالفه بعض الأمور، فاحتاج إلی جلب الموافق و دفع المخالف المنافی، و هو موقوف علی ادراک الملائم النافع، و المنافی الضار، إذ ما لم یعرف الشی‌ء لم یعقل طلبه أو الهرب عنه، و هو العلم، و علی المیل و الرغبة و الشهوة الباعثة علیه، و هو الشوق، إذ من أدرک الغذاء أو النار لا یکفیه ذلک للتناول و الهرب، ما لم یکن شوق إلی التناول و الهرب، و علی القصد و الشروع و التوجه إلیه، و هو النیة، إذ کم مشاهد للطعام راغب فیه شائق إلیه لا یریده لکونه مؤذیا او حراما او لعذر آخر، و علی القدرة المحرکة للأعضاء إلیه- أی إلی جلب الملائم أو دفع المضار- و بها یتم الفعل، فهی الجزء الأخیر للعلة التامة التی بها یتم فعل الفاعل المختار، فالأعضاء لا تتحرک إلی جانب الفعل و لا توجده إلا بالقدرة، و القدرة تنتظر النیة، و النیة تنتظر الداعیة الباعثة- اعنی الشوق-، و الشوق ینتظر العلم أو الظن بکون ما یفعل موافقا له، فان کان الشوق صادرا عن القوة البهیمیة، بأن یکون الفعل مما تقتضیه هذه القوة، کأکل، و شرب، و جماع، و کسب مال، و أمثال ذلک من الالتذاذات الشهویة، کانت النیة و القصد أیضا متعلقة بهذه القوة معدودة من فضائلها او رذائلها، و إن کان مما تقتضیه القوة السبعیة: من دفع موذ، أو طلب الاستعلاء، أو تفوق، و أمثال ذلک، کانت النیة أیضا متعلقة بهذه القوة معدودة من فضائلهما أو رذائلهما، و قد ظهر بما ذکر: أن المحرک الأول هو الغرض المطلوب- أعنی المقصود المنوی بعد تعلق العلم به- و هو الباعث الأول، و ینبعث منه الشوق و هو الباعث الثانی، و یتولد منه القصد و النیة و هو الباعث الثالث المحرک للقدرة الباعث لانتهاضها علی تحریک الأعضاء إلی جانب العمل.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست