أهل النظر بصورة الذهول و عدم التذکر. ثم الکسالة و البطالة قریب من الغفلة بالمعنی العام، و ربما فرق بینهما ببعض الاعتبارات.
تتمیم (الغفلة موجبة للحرمان)
الغفلة و الکسالة عما ینبغی تحصیله من أمور الدنیا و الدین توجب الحرمان
عن سعادة الدارین، و تؤدی إلی شقاوة النشأتین، إذ الإهمال فی رعایة أمر
المعیشة و مصالحها یؤدی إلی هلاکة الشخص و انقطاع النوع، و الغفلة عن
اکتساب المعارف و الأخلاق الفاضلة و عن أداء الفرائض و النوافل تنجر إلی
إبطال غایة الایجاد- اعنی بلوغ کل شخص إلی کماله المستعد له- و هو مع کونه
صریح المضادة و المنازعة لخالق العباد یوجب الهلاکة و الشقاوة أبد الآباد.
وصل ضد الغفلة النیة-
اشارة
تأثیر النیة علی الاعمال- النیة روح الاعمال و الجزاء بحسبها- عبادة
الاحرار و الاجراء و العبید- نیة المؤمن من العمل- النیة غیر اختیاریة-
الطریق فی تخلیص النیة. قد عرفت أن ضد الغفلة النیة، و هی انبعاث النفس و
توجهها إلی ما یراه موافقا لغرضها، و قد عرفت أیضا ان النیة و الارادة و
القصد عبارات متواردة علی معنی واحد، و هی واسطة بین العلم و العمل، إذ ما
لم یعلم أمر لم یقصد، و ما لم یقصد لم یفعل، فالعلم مقدم علی النیة و
شرطها، و العمل ثمرتها و فرعها، إذ کل فعل و عمل یصدر عن فاعل مختار فانه
لا یتم إلا بعلم و شوق و إرادة