responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 107

انبعاث النفس و میلها و توجهها إلی ما فیه غرضها و مطلبها حالا او مآلا.
و الموافق لغرض النفس إن کان خیرا لها و سعادة فی الدنیا او الدین، فالغفلة عنه و عدم انبعاث النفس إلی تحصیله رذیلة، و النقصان و النیة له و القصد إلیه فضیلة و کمال، و إن کان شرا و شقاوة، فالغفلة عنه و کف النفس منه فضیلة و النیة له و إرادته رذیلة. ثم باعث النفس علی النیة او الغفلة و الکف، إن کان من القوة الشهویة کانت النیة او الغفلة متعلقة بها فضیلة او رذیلة، و إن کان من قوة الغضب کانت النیة او الغفلة متعلقة بهذه القوة کذلک. فالنیة و العزم علی التزویج متعلقة بالقوة الشهویة، و علی دفع کافر یؤذی المسلمین متعلقة بقوة الغضب، و النیة فی العبادات مع انضمام التقرب إلیها تسمی اخلاصا، ثم المتبادر من الموافق المغرض و المطلوب لما کان ما هو کذلک عند العقلاء و أرباب البصیرة، فیکون المراد منه ما هو مرغوب و مطلوب فی نفس الأمر و ما تحصیله خیر و سعادة، و بهذا الاعتبار تکون الغفلة باطلاقها مذمومة و النیة ممدوحة، فلو ذمت الغفلة باطلاقها و مدحت النیة کذلک، کان بهذا الاعتبار. و الآیات و الأخبار الواردة فی ذم الغفلة خارجة بهذا الاعتبار کما وصف اللّه الغافلین و قال:
إِنْ هُمْ إِلاّ کَالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبیلا [1]. و قال:
أُولئِکَ هُمُ الغافِلونَ [2].
[تنبیه]: الغفلة بالمعنی المذکور أعم من ان یکون فتور النفس و خمودها عن الانبعاث إلی ما یراه موافقا للغرض مع الجهل بالموافق و الملائم، او مع العلم به و مع النسیان عنه، او مع التذکر له، و ربما خص فی عرف
(1) الفرقان، الآیة: 44.
(2) الأعراف، الآیة: 178.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست