اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 131
وهی مظهر الإرادة الربانیة کما فی توحید المفضل من قول مولانا الصادق علیه السلام : " إن الطبیعة تفعل بإرادة الله " [1] وهی الفاعلة فی العالم الکونی الفعل الذی یقابل الانفعال ، ونسبة الإیجاد الفعلی - المقابل للانفعال التدریجی إلیها دون نظیرتیها السابقتین لوجهین : أحدهما : أن الصنع بل الإیجاد باعتبار مما یقال فی الحقیقة علی عالم الخلق الذی یقع فیه الفعل والانفعال التجدیدیین والتحریک والتحرک الزمانیین ، ومبدأ ذلک العالم من تلک القوة الشریفة النوریة فی المادة القابلة الکلیة تنفس الجسم - الذی هو العرش من وجه - تنفس الصعداء ، وباستنشاق المادة ذلک النفس الرحمانی من قبل الیمن ، أی الوادی الأیمن من عالم الأرواح - انتظم نظام العلویات والسفلیات برمتها [2] . وأما المرتبتان المقدمتان - أی العقل والنفس - فهما من عالم الأمر ومنزل القدس والکمال ، ولا یجری هناک الفعل والانفعال ولا الحرکة والانتقال ، وقد تحقق عند مدارک أصحاب العلم والحکمة [3] أن الإیجاد فی العوالم الخلقیة والصنع فی المراتب النازلة کلما تحقق فهو من ناحیة النفس أیة نفس کانت ، وأما العقل فقد عرفت حاله ، والجسم والصورة والهیولی فلیس من شأنها الإیجاد والصنع ، والقوی الجسمیة من آلات النفوس النباتیة أو الحیوانیة أو الإنسانیة ومظاهرها ، لا استقلال لها فی التأثیر والإیجاد . فتحقق مما مر علیک أن الموجد الموجد أخص صفة من صفات النفس ، وأوضح علامة من علاماتها ، فتبصر .[1]بحار الأنوار 3 : 67 و 149 . [2]فی نسخة " ر " إضافة : إذ ینفخ هذه الصورة الشریفة وبتنفس النفس الإلهیة النفس الرحمانی ، استنشقت المادة رائحة الوجود فی عرصة الشهود ، فتحقق العالم الجسمانی بکلیته ، وانتظم النظام العلوی والسفلی بجملته . [3]أثولوجیا إفلوطین : 20 .
اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 131