اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 132
بل إنما تترتب الآثار علی المؤثرات فی ذلک العالم الشریف بمحض التعقل والشوق بل المعقولات فی ذلک العالم نفس التعقل والشوق کما یعرفه أهل الذوق ، قال الله تعالی : ( إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون ) [1] وعند النظر الجلیل تری أن معلولات عالم الأمر إنما هی آثار التسبیح والتقدیس الذی طباعهم ، ونتائج التهلیل والتمجید الذی شأنهم ، وأنهم لا یفترون من ذلک ساعة ولا یسأمون لحظة یرشدک إلیه : ( أن تسبیحنا یغرس شجرة فی قیعان الجنة ) کما فی الخبر [2] فکیف الظن بتسبیحاتهم وتقدیساتهم مع کمال طهارتهم ؟ ! وثانیهما : أن تینک المرتبتین السابقتین هما لیستا من عالم الخلق والصنع ، بل هما ما یعبر عنه فی لسان الشرع بعالم الأسماء والصفات [3] لیس إلا ، لکن المرتبة الأولی هی مرتبة الأسماء والصفات الذاتیة کالعلم والحیاة والقدرة ، والمرتبة النفسیة هی مرتبة الأسماء والصفات الفعلیة کالمشیة والکبریاء والعظمة ، بل النظر الجلیل یری الأولی هی الصفات الذاتیة الإلهیة من حیث المرتبة والحقیقة ، والثانیة هذه الصفات لکن من حیث الوجود والتحقیق ، فنسبة الإیجاد إلی المرتبتین السابقتین لیس کنسبته إلی المکونات ، بل الإمکان الذاتی فی العوالی محض اعتبار عقلی کما قاله بعض الأعلام [4] . وبالجملة : هذا العالم العلوی عالم الوجوب المتاخم لأفق الوحدة الحقة والبساطة المحضة ، وقد قیل : " عالم الأمر ما لا حکم فیه للإمکان " [5][1]یس : 82 . [2]ثواب الأعمال للصدوق : 26 / 3 ، وسائل الشیعة 4 : 1026 / 5 . [3]الأسفار 6 : 187 . [4]نفس المصدر 1 : 174 . [5]مصباح الأنس : 118 .
اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 132