اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 506
..........مشروعیة البدل کما هو الفرض لا یعاقب المکلف علی ترک المبدل فلا موضوع لقاعدة الاشتغال فی ناحیة الوضوء بالمائع المشکوک. بل
قد یقال: إنه یتعین فی الفرض التیمم و لا یجب الجمع بینه و بین الوضوء
سواء قیل باعتبار الاستصحاب فی الأعدام الأزلیة أم بعدم اعتباره فیه، و ذلک
فإن الموضوع لوجوب الصلاة مع التیمم عدم التمکن علی الوضوء أو الغسل، لا
عدم الماء بقرینة داخلیة و خارجیة. أما الداخلیة فقوله سبحانه: «وَ إِنْ
کُنْتُمْ مَرْضیٰ أَوْ عَلیٰ سَفَرٍ» [1]، فإن الماء و إن لا یوجد فی
السفر غالباً إلّا أن ذکر المرضی قرینة جلیة علی أن المراد بعدم الوجدان
عدم التمکن من الوضوء أو الغسل. و أما الخارجیة فهی الروایات الدالة علی
لزوم التیمّم علی المریض و من یضره استعمال الماء، بخلاف وجوب الوضوء فإن
موضوع وجوبه التمکن من استعمال الماء فیهما و لا یکفی مجرد التمکن من
استعمال الماء، و لذا لو کان الماء للغیر و أُذن له فی غسل وجهه أو غیره،
أو تصرف آخر و منعه عن التوضؤ و الاغتسال منه، یتعین علیه التیمم، و علی
ذلک فإذا فرض استصحاب الحدث إلی ما بعد الاغتسال أو الوضوء بالمائع المشکوک
کما هو مقتضی اعتباره فی الأُمور المستقبلیة کالأُمور الحالیة و الماضیة
یثبت به عدم تمکنه علی الوضوء أو الاغتسال فیتعین علیه التیمّم. لا
یقال: کما أن الحکم فعلًا ببقاء الحدث و لو بعد وضوئه بالمائع المشکوک یثبت
عدم تمکنه علی الوضوء أو الغسل المعتبر فی الصلاة، کذلک استصحاب حدثه إلی
ما [1] سورة النساء: الآیة 43.
اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 506