اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 394
..........الماء
یتوضأ منه للصلاة؟ قال: «لا إلّا أن یکون الماء کثیراً قدر کر» [1]، فإن
ظاهرها یعم ما فی الغدیرین المفروضین، و مقتضاها عدم جواز الوضوء من ذلک
الماء من أی أطرافه بل لا یبعد أن یعم الفرض قولهم علیهم السلام: إذا بلغ
الماء قدر کر لا ینجسه شیء [2] و حیث لا یحتمل الفرق بین الفرض و بین
الغدیرین المتباعدین مع الاتصال بینهما بنحو ضعیف و انبوب طویل فیجری الحکم
فی کل ماءین متساویی السطحین المتصل أحدهما بالآخر، و أما إذا کان أحدهما
عالیاً یجری علی السافل، و کان مجموعهما من الجاری و المجری علیه مقدار
الکر فظاهر عبارة المصنف و غیره اعتصام السافل بالعالی فلا یتنجس السافل
بملاقاته النجاسة، و وجه هذا القول أن جریان العالی علی السافل یوجب کون
المجموع ماء واحداً؛ لأن الاتصال الحاصل بالجریان یوجب وحدة الماء و لو فی
بعض الفروض، و یلحق غیره لعدم احتمال الفرق اللهم إلّا أن یقال إنه لو فرض
تقوی السافل فی الفرض بالعالی بدعوی دخوله فی المنطوق من قولهم علیهم
السلام: إذا بلغ الماء قدر کر لا ینجسه شیء، فلا بد من الحکم بتقوی العالی
بالسافل أیضاً فلا یتنجس السافل و لا العالی بملاقاة العالی النجاسة مع
أنه یبعد الالتزام بذلک. و بالجملة فلا یستفاد تقومی السافل بالعالی الذی
لا یبلغ مقدار الکر و یبلغ مجموعهما کراً من روایات الحمام أیضاً لما تقدم
من أن کریة المادة فیها مفروغ عنها، و لا من قولهم علیهم السلام: إذا بلغ
الماء، نعم لو کان العالی کراً یتقوی به السافل فلا یتنجس بملاقاة النجاسة
بخلاف ما إذا لم یبلغ مجموع العالی و السافل [1] وسائل الشیعة 1: 155، الباب 8 من أبواب الماء المطلق، الحدیث 13. [2] المصدر السابق: 158، الباب 9، الحدیث 1 و 2 و 6.
اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 394