اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 58
منزلة الأوّلين:
إمّا لنقصان توحيدهم أو لكثرة سيّئاتهم بالنسبة إليهم فلا إشكال.
و كذا تلك
المسائلة، إنّما هي لقوم منهم بلغوا بحسن اعتقاداتهم درجة اليقين و سلموا عن [1] شبهات
الملحدين، لكنّهم لضعف نفوسهم اتّبعوا الشّهوات و ارتكبوا السيّئات.
و سؤال أهل
التّوحيد: إمّا على الحقيقة و إمّا باعتبار اطّلاع اللّه عزّ و جلّ على هذه
الأعضاء و رؤية عمل كل واحد منها، حيث صرفوا كلّ عضو فيما خلق لأجله: إذ اللّسان
إنّما خلق للذّكر و هم قد ادّعوا ذكر الله تعالى؛ و القلب إنّما شأنه الإيمان
باللّه و كتبه و رسله و اليوم الآخر و قد اعتقدوها؛ و حقّ الوجه أن يعفّر للّه في
التّراب بالخضوع و إظهار الليسيّة الإمكانية؛ و كذا اليد، ينبغى لها أن يسأل من
اللّه و يتضرّع بها مرفوعة إليه [2] تعالى، إذ الخيرات عنده و هو الحافظ
من الشّرور و هو المستعان في كلّ الأمور. و بالجملة، لمّا كان هؤلاء من الّذين لا
تثقل [3] حسناتهم تلك بالنسبة إلى سيّئاتهم، و أراهم اللّه ذلك
بقوله سبحانه:
«عبادى ساءت
أعمالكم» فلذلك تشبّثوا بعفو اللّه و رحمته و محض التوحيد الّذي لا يقابله شيء من
السيّئات، و هو أيضا من نعم اللّه عزّ و جلّ فوسعتهم الرحمة و شملتهم المغفرة.
وجه آخر: و هو انّهم
أوّلا، رأوا [4] أعمالهم شيئا بالنظر إلى نعم اللّه حيث قابلوها بها و
زعموا انّهم أتوا بشكرها، فاجيبوا بأنّ نعم اللّه أعظم من أن يقابل بها شيء أو