اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 57
التوحيد يشفعون [1] فيشفّعون» ثمّ قال عليه السلام: «اذا
كان يوم القيامة أمر اللّه تبارك و تعالى بقوم ساءت اعمالهم في دار الدّنيا، الى
النّار فيقولون: يا ربّنا كيف تدخلنا النّار و قد كنّا نوحّدك في دار الدّنيا؟! و
كيف تحرق بالنّار ألسنتنا و قد نطقت بتوحيدك في دار الدّنيا و كيف تحرق قلوبنا و
قد عقدت على
[2] أن لا إله
الّا انت؟! أم كيف تحرق وجوهنا و قد عفّرناها لك في التّراب؟! أم كيف تحرق ايدينا
و قد رفعناها بالدّعاء أليك؟! فيقول اللّه جلّ جلاله: عبادي! ساءت اعمالكم في دار
الدّنيا فجزاؤكم نار جهنّم فيقولون: يا ربّنا! عفوك اعظم أم خطيئتنا؟ فيقول عزّ و
جلّ: بل عفوي فيقولون: رحمتك اوسع أم ذنوبنا؟ فيقول عزّ و جلّ: بل رحمتي فيقولون:
إقرارنا بتوحيدك اعظم أم ذنوبنا؟ فيقول عزّ و جلّ: بل اقراركم بتوحيدي اعظم.
فيقولون: يا ربّنا! فليسعنا عفوك و رحمتك الّتي وسعت كلّ شيء؛ فيقول اللّه جلّ
جلاله: ملائكتي! و عزّتي و جلالي! ما خلقت خلقا احبّ إليّ من المقرّين بتوحيدي و
ان لا إله غيري و حقّ عليّ ان لا أصلي بالنّار اهل توحيدي، أدخلوا عبادي الجنّة».
شرح: «يشفعون
فيشفّعون» الأول للمجرّد المعلوم، و الثاني للتفعيل المجهول.
يقال: «شفع»
على الأوّل إذا طلب لغيره، فشفّع على الثاني إذا قبلت شفاعته.
و هذه
الشفاعة إنّما هي لأهل التوحيد الذين لم يبلغوا درجة الشّافعين و لم ينالوا