responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 572

تذنيب‌

و لنذكر نبذا من رجوع النفوس الى العالم العلوي و شرذمة في وصف هذا العالم الرّبوبي من كلام أساطين الحكمة:

نقل عن أفلاطون الإلهي: أنّه قال: انّ مسكن الأنفس العقليّة إذا تجرّدت خلف الفلك في عالم الرّبوبية حيث نور الباري. و ليس كلّ نفس تفارق البدن يصير من ساعتها الى ذلك المحلّ، لأنّ من الأنفس ما يفارق البدن و فيها دنس و أشياء حسيّة فمنها، ما يصير الى فلك القمر فيقيم هناك مدّة من الزمان فإذا تهذّبت و نقت، ارتقت الى فلك عطارد فيقيم هناك مدّة من الزّمان فإذا تهذّبت و نقت، ارتقت الى فلك فلك و كوكب كوكب، فيقيم في كلّ فلك مدّة من الزمان و إذا صارت الى الفلك الأعلى و نقت غاية النقاء و زالت عنها أدناس الحسّ و خيالاته و خسّته، فمنها ارتقت الى عالم العقل و جازت الفلك و صارت في أجلّ محلّ و أشرفه و صارت حينئذ لا يخفى عليه خافية و طابقت نور الباري و صارت تعلم كلّ الأشياء- قليلها و كثيرها- كعلم الإنسان بإصبعه أو بظفره أو بشعرة واحدة من شعره، و صارت الأشياء كلها مكشوفة بارزة، و فوّض إليها إنّيّة الباري أشياء من سياسة العالم يلتذّ بفعلها و التدبير لها.

و قال تلميذه المعلّم الأول‌ [1]، في أثولوجيا بعد كلام: فان كان العالم الأعلى تامّا في غاية التمام فلا محالة أنّ هناك الأشياء كلّها التي هاهنا، الّا انّها فيه بنوع أعلى و أشرف كما قلنا مرارا. فثمّة [2]، سماء ذات حياة و فيها كواكب مثل هذه الكواكب التي في هذه السماء غير انّها أنور و أكمل و أشرف و ليس بينهما افتراق كما يرى هاهنا و ذلك انّها ليست جسمانية، و هناك أرض ليست‌


[1] . أفلوطين عند العرب، أثولوجيا، الميمر الثامن، ص 93- 94.

[2] . فثمة ... لا يشربها الموت: اختلاف يسير بين النّص و اثولوجيا.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست