responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 371

عام ذاتيّ لهما، فذلك الأمر العام يقطع كليهما بأن يتحقّق في أحدهما و تجاوز عنه حتى يوجد في الآخر، و ذلك هو القطع و هو أشدّ استحالة من أن يكون كقطع المتحرّك للمسافة؛ و أمّا المقايسة بالأمر العارض فذلك أشدّ استلزاما للقطع، كما قلنا مع خصوصيّات مفاسد لا يحصى لو فرض في خصوص عرض من الأعراض مما يطول الكلام بذكرها.

المقام الثالث، انه كيف يستدل بكبريائه جلّ جلاله على استحالة المقايسة عليه سبحانه و ذلك لأنّ «الكبرياء» الحقيقي هو أن يكون ذو الكبرياء فوق كلّ شي‌ء و أعلى من كلّ حكم فلا يدخل تحت حكم مطلقا و قد دريت‌ [1] أنّ المقايسة لا تتحقق الّا بأن يتحقق الدّخول تحت حكم ما و ذلك ينافي كبرياءه عزّ برهانه.

و الحمد للّه على فهم ذلك.

[انه تعالى لا يكتنه بالأوهام و لا يستغرق بالأفهام و لا يتمثل بالأذهان‌]

ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه و عن الأفهام أن تستغرقه و عن الأذهان أن تمثّله.

«الوهم»، بمعنى العقل و ذلك شايع، إذ شأن العقل الوصول الى كنه الشي‌ء.

و «الذّهن»، قوة النفس المهيّأة المستعدّة لاكتساب الحدود و الآراء. و «الفهم»، جودة تهيّؤ لهذه القوة نحو تصور ما يرد عليها من غيرها و «الاكتناه»: البلوغ الى كنه الشي‌ء. و «الاستغراق»: الغور في الشي‌ء و الإحاطة به. و «التمثيل و الامتثال»، أن يعيّن للشي‌ء في الخارج مثالا أي شخصا متمثّلا. و نسبة «الاستغراق» الى الفهم لكون جودة القوّة الذهنيّة لا محالة تغور في الشي‌ء و تغوص‌ [2] فيه و تحيط بتمامه.

و نسبة «التمثل» الى الذّهن لأنّ شأنه ذلك. و بالجملة، الغرض من هذه العبارة ما قد


[1] . أي في ص 370.

[2] . تغور و تغوص و تحيط: يغور و يغوص و يحيط م.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست