responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 196

لا أنّ الأشياء فيه، و لا أنّه متبعّض بالأشياء، بل على انّه محيط بها علما و قدرة و هذا مراد من قال من أرباب المعرفة: انّ البسيط عنه و فيه شي‌ء واحد؛ بمعنى انّ قول «فيه» في القوابل إنّما هو معنى «عنه» في الفواعل، لا انّه يصحّ عليه القولان.

و على هذا، [1] فالخبران: أي ما ورد عنهم عليهم السّلام: من انّه تعالى خلوّ من الأشياء و ما ورد هنا: «من انّه لم يخل منها»، لا يتدافعان؛ فافهم.

و لنرجع إلى بيان العبارة فنقول: لو كان هو سبحانه خاليا من الأشياء، لكان يصحّ أن يقال: «هو أين منها؟»؛ إذ قد ثبت انّه مع الأشياء فلو كان خاليا عنها غير محيط بها، لكان يصحّ أن ينسب إلى الأشياء بأنّه أين منها، أمّا إذا كان محيطا بها، غير فاقد إيّاها، و ظاهرا في الأشياء [2]، و باطنا فيها، و انّ الكلّ عنده هالك، و ليس شي‌ء في الحقيقة الّا هو، فلا يمكن أن يقال: «هو أين منها؟» إذ ليس بالنسبة إليه شي‌ء الّا هالكة الحقيقة باطلة الذّات و الهويّة.

[وجه إحاطته تعالى على الأشياء]

لكنّه سبحانه أحاط بها علمه، و أتقنها صنعه، و احصاها حفظه، و لم تعزب عنه خفيّات غيوب الهواء، و لا غوامض مكنون الدّجى، و لا ما فى السّماوات العلى و الأرضين السّفلى‌

هذه الفقرات بعد إبطال‌ [3] الحلول و قرائنه، بيان لأربعة وجوه من الإحاطة:

فالأولى، للإحاطة العلمية؛

و الثانية، و هي قوله: «و أتقنها صنعه» للإحاطة العليّة؛


[1] . و على هذا:- م.

[2] . في الأشياء: بالأشياء د.

[3] . بعد إبطال: بعد كونها دلايل لإبطال د.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست