فيما يتركه المحثو بل ربّما تستعمل فيما يفعله الفاعل تحريصا على
استمرار الفعل و تنبيها على عظمه فلو سلّم فلا حجّة في فعل زرارة و تركه علينا و
امّا ثانيا فقوله مع كونه قادرا على اقامتها الخ مجرد دعوى بلا برهان بل ما وصل
إلينا من حالات اصحاب الائمة عليهم السّلم و شدّة احتياطهم و مجالستهم مع
المخالفين و كثرة احتياطهم في امر التقيّه و اخفاء السنن و الآداب عنهم يشهد
بانّهم غير متمكنين من اظهار و المخالفة لا سيّما في مثل هذه الّتي يرون انّها من
مناصب الخلفاء و اولياء الامور بحيث لا ينال احدا ان يقيمها من دون اذنهم و امّا
قوله عليه السّلم لا انّما عنيت عندكم فيحتمل قريبا انّ مراده عليه السّلم اقامتها
مع المخالفين حالكونهم عندهم و لا يجب على كافّة الشيعة حاضرين كانوا او غائبين ان
يجتمعوا في موضع لإقامتها مع الإمام بل كان وظيفتهم ان يحضروا الجمعات الّتي تقام
من الخلفاء و التابعين حقنا لدماء الشيعة و جلبا لمحبّتهم اليهم فبهذا انقدح ما في
قوله ره و الّا لم يكن ابو عبد اللّه عليه السّلم يحثهم على فعلها الخ.
و منها اشعار قوله حتّى ظننت الخ بمعهودية كونها من وظائف الإمام
لديهم حتّى انّه صار سببا لحصول هذا الظن و فيه أيضا انّ هذا أدلّ على مرام
المستدلّ و انسب باحتجاجه اذ هذا النحو من التعبير يستقرّ فيما اعتقده المخاطب
خلافه فلمّا اكّد المتكلّم مراده بالتغليظ في القول فتخيّل المخاطب انّه خطّاه في
ما اعتقده و ارشده الى شيء آخر ففيما نحن فيه يمكن ان يدّعى انّ زرارة كان