اسم الکتاب : مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى المؤلف : الآملي، الشيخ محمد تقى الجزء : 11 صفحة : 199
لتقرير الامام عليه السّلام ما أفرزه المالك بعنوان الخمس، فإنه ليس
فيها إلا إرسال شيء من الأموال خمسا اليه عليه السّلام، و لا دلالة فيها على
افراز المالك و عزله، و لا على تقرير الامام عليه السّلام عزله و لعل المال المرسل
باق على ملك المالك ما لم يقبضه المرسل اليه و تبرء ذمته المرسل بالوصول الى
المرسل اليه.
و مما
ذكرناه يظهر عدم الدليل على جواز العزل مع التمكن من الإيصال إلى المستحق، بل
الصواب ان يقال بقيام الدليل على عدم جوازه تكليفا و عدم تعينه خمسا بالعزل وضعا
لمخالفته مع الضوابط المقررة في التصرف فيما للغير فيه شيء ملكا أو حقا الا على
بعض وجوه الحق كحق الجناية، و ان الخمس كالزكاة دين أو كالدين لا يتعين الا بقبض
المالك أو من بحكمه من وكيله أو نائبه و على هذا فالظاهر عدم جواز العزل عن الدافع
مع التمكن من الإيصال إلى المستحق بنفسه أو بوليه الذي هو الحاكم الشرعي و اللّه
العالم بأحكامه، هذا مع التمكن من الإيصال.
و مع عدمه
فالأقوى جواز العزل كما لا إشكال في جوازه في الزكاة و لم ينقل خلاف في جوازه في
الزكاة، و قد دل عليه النص أيضا، و يثبت به جوازه في الخمس بناء على مشاركته مع
الزكاة فيما لها من الاحكام الا ما ثبت اختصاصه بها، و قد فصلنا القول في العزل في
الزكاة بما لا مزيد عليه هذا تمام الكلام في العزل.
إذا عرفت ذلك فنقول
فيما لا يجوز العزل و لا يتشخص المعزول به فلا محل للبحث عن جواز النقل إذا
المنقول باق على ملك مالكه و لو كان من عين ما تعلق به الخمس، و لو تلف يكون
التالف ملك المالك و لا يحسب شيء منه من الخمس حتى يبحث عن ضمانه على الناقل، و
مع جواز العزل لا إشكال في جواز النقل من بلده الى غيره إذا لم يوجد المستحق فيه
إذا أمكن حفظه مع
اسم الکتاب : مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى المؤلف : الآملي، الشيخ محمد تقى الجزء : 11 صفحة : 199