responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى المؤلف : الآملي، الشيخ محمد تقى    الجزء : 1  صفحة : 395

يستحقونها بطاعتهم أو معصيتهم فلا وجه لإنكار ذلك». هذا ما وصل إلينا من مختار أصحابنا.

و قد حكى الخلاف في ذلك عن العامة أيضا فعن شرح صحيح مسلم ما لفظه:

«اختلف العلماء في من مات من أولاد المشركين فمنهم من يقول هم تبع لآبائهم في النّار و منهم من يتوقف فيهم و الثالث و هو الصّحيح الّذي ذهب اليه المحققون انهم من أهل الجنة و عن البغوي في شرح السنة ان أطفال المشركين لا يحكم لهم بجنة و لا نار بل أمرهم موكول الى علم اللّه فيهم كما افتى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» و رووا عن سلمان انه قال أولاد المشركين خدم أهل الجنّة.

و لا يخفى أن الأوفق بالعقل هو الحكم بأنهم لا يكونون من أهل الجنة و لا النار لكونهما دار جزاء المطيعين و العاصين و هم خارجون عنهما و لا يرد بدخول أطفال المؤمنين في الجنة و ذلك لانه اما باستحقاق آبائهم أو يكون من باب التفضل و على كلا التقديرين فلا محذور فيه انما البأس في عقاب الأبناء باستحقاق آبائهم. هذا بحسب حكم العقل و اما بحسب ما يستفاد من الاخبار فالأخبار فيهم مختلفة فبين كونها دالّة على انهم من أهل النار كالصحيح المتقدم الذي وقع البحث عنه و بين ما دل على تكليفهم في الآخرة كما في الخبر المروي عن الخصال و بين ما دل على انهم خدم أهل الجنة كما روى عن بعض أصحابنا في تفسير قوله تعالى (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰانٌ مُخَلَّدُونَ) عن أمير المؤمنين (ع) انه قال الولدان أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابون عليها و لا سيئات فيعاقبون عليها فانزلوا هذه المنزلة. و عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه سئل عن أطفال المشركين فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خدم أهل الجنة على صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة. فالأصوب (ح) هو التّوقف و إيكال علمه الى اللّه تعالى و رسوله و أوليائه.

فقد تحصل من جميع ذلك عدم إمكان الحكم بنجاستهم من ناحية ما ذكر من الاخبار المتقدمة بما لا مزيد عليه.

و اما الاستدلال على نجاستهم بالإجماع ففيه ان المحصل منه غير حاصل كما يظهر عن نهاية العلامة حيث عبر عن نجاستهم بقوله (الأقرب) الظاهر في وجود المخالف و كونه في مقابل احتمال الخلاف لا القول المخالف خلاف الظاهر، و المنقول منه غير مفيد مع ان المنقول منه أيضا ليس بلفظ الإجماع و انما هو استظهار عدم الخلاف كما تقدم من المعالم‌

اسم الکتاب : مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى المؤلف : الآملي، الشيخ محمد تقى    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست