responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 432

ومن كان الحبيب له طبيبا * كسته ثوب صحتها العوافي وله:
هجرتك لا أن البعاد أفادني * سلوا ولا اني بعهدك غادر ولكن هو الدهر الذي كل كائن * لمدته فيه وإن طال آخر وقال كما في أنوار الربيع:
قالت لقد أشمت بي حسدي * إذ بحت بالسر لهم معلنا قلت انا قالت نعم أنت هو * قلت انا قالت والا انا قلت نعم أنت التي صيرت * أجفانها قلبي حليف الضنا قالت فلم طرفك فهو الذي * جنى على قلبك ما قد جنى قلت فقد كان الذي كان من * طرفي فكوني مثل من أحسنا قالت فما الاحسان قلت اللقى * قالت لقانا غير ما أمكنا قلت فمنيني بتقبيلة * قالت أمنيك بطول العنا قلت فما بحت بسر الهوى * قالت ولو بحت فما ضرنا قلت فاني ميت هالك * قالت فمت فهو لقلبي منى قلت حرام قتل نفس بلا * ذنب فقالت ذاك حل لنا من يعشق العينين مكحولة * بالسحر لا يامن أن يفتنا وقال:
طاقة آس جنيت منها * بلحظتي نرجسا ووردا أرضاه مولى وليس برضى * مولاي بي في هواه عبدا وقال:
لا در در الرجال ما ذا * يرون من خلة النساء وانما هم اسود غاب * تصرعهم أعين الظباء وقال:
فديت انسانا على هجره * ووصله تحسدني الناس لما احتوى الورد على خده * ودب في عارضه الآس مزجت كاسي من جنى ريقه * بمثل ما دارت به الكاس وقال:
يا حبيب الفؤاد كن لي مجيرا * من عذاب الهوى وشدة كربي إن تكن عالما بما فيك ألقاه * من الضر والسقام فحسبي ليت جسم الذي يريد لك السوء * كجسمي وقلبه مثل قلبي وقال في رمد:
انا الفداء لعين بعض أسهمها * مشكوكة بين أحشائي وفي كبدي فيها سقام فتور لا خفاء به * تجدد السقم في قلبي وفي جسدي كانت تعل فؤادي وهي سالمة * فكيف بي وهو يشكو علة الرمد وقال:
فديت من مر في الرصافة بي * فقلت يا سيدي فلم يجب واصفر غيظا علي وامتزجت * صفرة ذاك اللجين بالذهب وقال:
فاقسم لا بياسين وطأها * ولا بالذاريات ولا الحديد ولكن بالوجوه البيض مثل * الأهلة تحت أغصان القدود وشرب الري من خمر الثنايا * وشم المسك من ورد الخدود وتطفيتي مرار الوجد يوم * الفراق بمص رمان النهود وبالخمر التي كانت لعاد * ولكن بعد محنتهم بهود مدام في قديم الدهر كانت * تعد لكل جبار عنيد مدام ليس لي فيها امام * أصلي خلفه غير الوليد وفي تاريخ بغداد عن هلال بن الحسن التنوخي أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب لنفسه:
نمت بسري في الهوى أدمعي * ودلت الواشي على موضعي يا معشر العشاق ان كنتم * مثلي وفي حالي فموتوا معي وفيه عنه أنشدنا أبو عبد الله بن الحجاج لنفسه:
يا من إليها من ظلمها المهرب * ردي فؤادي أقل ما يجب ردي حياتي ان كنت منصفة * ثم إليك الرضاء والغضب ملكت قلبي فلم فتكت به * سبحان من لا يفوته طلب وقال أورده صاحب معجم البلدان:
قالوا غدا العيد فاستبشر به فرحا * فقلت ما لي وما للعبد والفرح قد كان ذا والنوى لم تمس نازلة * بعقوتي وغراب البين لم يصح أيام لم يخترم قربي البعاد ولم * يغد الشتات على شملي ولم يرح فاليوم بعدك قلبي غير متسع * لما يسر وصدري غير منشرح وطائر ناح في خضراء مونقة * على شفا جدول بالعشب متشح بكى وناح ولولا أنه سبب * لكان قلبي لمعنى فيه لم ينح في العمر من واسط والليل ما هبطت * فيه النجوم وضوء الصبح لم يلح في العمر من واسط [1] والليل ما هبطت فيه * النجوم وضوء الصبح لم يلح بيني وبينك ود لا يغيره * بعد المزار وعهد غير مطرح فما ذكرتك والأقداح دائرة * الا مزجت بدمعي باكيا قدحي ولا استمعت لصوت فيه ذكر نوى * الا عصبت عليه كل مقترح الخمريات مما يؤسف له انه شاع بين المسلمين في دولتي بني أمية وبني العباس استعمال الشراب ونظم الاشعار فيه، ومن أعظم الأسباب في ذلك تجاهر من تسموا باسم الخلافة بشربه والناس على دين ملوكهم وانكار ابن خلدون ذلك كانكار وجود مكة. وقد نظم في وصف الخمر من يشربها ومن لا يشربها لان النظم في وصفها قد صار من متممات الشاعرية كما أن النظم في الغزل بما يعلم أن الشاعر بعيد عنه قد صار من متمماتها، لذلك لا نستطيع الجزم بشربها من كل من نظم في وصفها فقد يكون من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون كما أشار اليه شاعر العصر السيد محمد سعيد الحبوبي بقوله:
انما حاولت نهج الظرفا * عفة النفس وفسق الألسن ولسنا نعلم أن ابن الحجاج من أي القسمين ونرجو ان لا يكون قد


[1] في معجم البلدان العمر بضم العين وسكون الميم دير النصارى وعمر واسط يسمى كسكر المؤلف

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست