responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 431

عشرة مجلدات والغالب عليه الهزل وله في الجد أيضا أشياء حسنة اه وقد انتخب منه الشريف الرضي ما خلا عن السخف والمجون وسماه الحسن من شعر الحسين وانتخب البديع الأسطرلابي الشاعر هبة الله بن الحسن المتوفي سنة 534 مختارات من مجونه رتبها على 141 بابا وجعل كل باب في فن من فنون الشعر وقفاه وسماه درة التاج في شعر ابن الحجاج وانتخب من شعر ابن الحجاج [1].
أيضا جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المتوفي سنة 762 ما سماه تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج.
وقد ذكر ذلك صاحب كشف الظنون ومر في اخباره قول ابن سكرة لما سئل عن قيمة ديوان شعره: قيمته بربخ وإن هذا القول من ابن سكرة مع العداوة بينهما للطريقة والصنعة غير قادح في حسن شعره. ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ما صورته:
قيل لما بنى المستنصر بالله المستنصرية ببغداد امر أن يخرج ديوان ابن الحجاج من خزانتها لما فيه من كثرة السخف فاتفق أن النقيب الطاهر قطب الدين ابن الأقساسي مرض المرضة التي مات فيها وكان نديم المستنصر فجاءه الخليفة عائدا وسأله عن حاله فقال يا أمير المؤمنين قد تيقنت انني لا أنجو من هذه المرضة فهل يمكن أن تشتريني من الموت بمهما أمكن فقال الخليفة لو أمكن ذلك ما ذخرنا عنك نفيسا فقال النقيب متمثلا بقول ابن الحجاج:
هو الموت لا يثني الرشى عنك عزمه * ولا تشترى ساعاته بالدراهم وهذا البيت من قصيدة يرثي بها أبا الفتح ابن العميد فاستحسنه المستنصر وامر بإعادة شعره إلى خزانته والقصيدة طويلة يأتي منتخبها في الرثاء.
ونحن نذكر أكثر ما عثرنا عليه من شعره مفرقا في الكتب التي اجمعها له اليتيمة لكون ديوانه مفقودا كما فقد كثير مثله من نفائس العربية والأدب. ونقسمه على أغراضه متجنبين ما ينافي الحشمة والأدب منه والله الموفق.
وصفه شعره قال:
فان شعري ظريف * من بابة الظرفاء ألذ معنى وأشهى * من استماع الغناء وقال:
بالله يا أحمد بن عمرو * تعرف للناس مثل شعري لو جد شعري رأيت فيه * كواكب الليل تسري وانما هزله مجون * يمشي به في المعاش أمري وقال:
قرم إذا أنشدته * شعري البديع تهللا فحسبت أن أبا عبادة * يمدح المتوكلا وقال:
وشعري سخفه لا بد منه * فقد طبنا وزال الاحتشام وهل دار تكون بلا كنيف * فيمكن عاقلا فيها المقام وقوله:
وهذي القصيدة مثل العروس * موشحة بالمعاني الملاح فلو انها جعلت خطبة * لكانت تحل عقود النكاح ولا بد للشعر من سخفة * ولا بد للدار من مستراح وقال:
يا سيدي هذي القوافي التي * وجوهها مثل الدنانير خفيفة من نضجها هشة * كأنها خبز الابازير وقال:
ويد تخرج العرايس في مد * حك بين الأقلام والادراج فاستمعها مني ألذ وأشهى * من سماع الأرمال والأهزاج حلقت في الطوال ذقن جرير * والأراجيز لحية العجاج وقال:
تراني ساكتا حانوت عطر * فان أنشدت ثار لك الكنيف وفي اليتيمة كتب اليه بعض الرؤساء:
يا أبا عبد الاله * بك أصبحت أباهي غير أن السخف في شعرك * قد جاز التناهي ولقد أعطيت من ذاك * ملاحات الملاهي اقدم الآن على الفور * ولا تصغ لناهي فاجابه:
سيدي شكرك عندي * مثل شكري لالهي سيدي سخفي الذي قد * صار يأتي بالدواهي أنت تدري أنه يدفع * عن مالي وجاهي وصفه نفسه قال يصف نفسه كما في اليتيمة من أبيات:
حدث السن لم يزل يتلهى * علمه بالمشايخ الكبراء خاطر يصفع الفرزدق في الشر * ونحو... أم الكسائي غير أني أصبحت أضيع في القوم * من البدر في ليالي الشتاء رجل يدعي النبوة في السخف * ومن ذا يشك في الأنبياء جاء بالمعجزات يدعو إليها * فأجيبوا يا معشر السخفاء وقال من قصيدة:
اني فتى ذو لسان صارم ذكر * يأوي إلى طنبيه مجمع الكلم كالهندواني الا أن صيقله * فكري وحامله يوم اللقاء فمي الغزل وله وقد عاده من يحبه:
لقد برك التشكي أمس مني * على جسد وأعضاء ضعاف فلما عدتني قال التشكي * وقد ولى أتأذن في انصرافي


[1] في القاهرة وإسطنبول ولندن والنجف اجزاء متفرقة من مخطوط ديوانه. وفي المكتبة الوطنية بباريس نسخة خطية، حققها الدكتور علي جواد الطاهر وقدم لها بدراسة عن ابن الحجاج وشعره. ومنه نسخة خطبة في استكهولم وقد استعان بها الطاهر في تحقيقه لمختارات الأسطرلابي.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست