responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 121

قال هو ثقة ثقة وقال الساجي وكان عبد الله بن داود الخريبي يحدث عنه ويطريه ثم كان يتكلم فيه ويدعو عليه ويقول كنت أؤم في مسجد بالكوفة فاطريت أبا حنيفة فاخذ الحسن بيدي ونحاني عن الإمامة قال الساجي فكان ذلك سبب غضب الخريبي عليه وقال الدارقطني ثقة عابد وقال أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي عجبت لأقوام قدموا سفيان الثوري على الحسن اه. تهذيب التهذيب.
من ذمه في ميزان الذهبي فيه بدعة تشيع قليل وكان يترك الجمعة قال زافر بن سليمان أردت الحج فقال لي الحسن بن صالح ان لقيت الثوري فاقرئه مني السلام وقل انا على الأمر الأول فلقيت سفيان فأبلغته قال فما بال الجمعة.
وقال خلاد بن يحيى قال سفيان: الحسن بن صالح سمع العلم ويترك الجمعة وقال عبد الله بن إدريس الأودي ما انا وابن حي لا يرى جمعة ولا جهادا وقال أبو نعيم ذكر ابن حي عند الثوري فقال ذاك يرى السيف على الأمة يعني الخروج على الولاة الظلمة وقال خلف بن تميم كان زائدة يستنيب من يأتي الحسن بن حي وقال أحمد بن يونس جالسته عشرين سنة فما رأيته رفع رأسه إلى السماء ولا ذكر الدنيا ولو لم يولد كان خيرا له يترك الجمعة ويرى السيف وقال ابن المثنى ما سمعت يحيى ولا ابن يحيى يحدثان عن ابن حي بشئ قط وقال الفلاس حدث عنه ابن مهدي ثم تركه وقال أبو نعيم دخل الثوري يوم الجمعة فرأى الحسن بن صالح يصلي فقال أعوذ بالله من خشوع النفاق واخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى. وقال وائدة: ابن حي هذا قد استصلب منذ زمان وما يجد أحدا يصلبه قال الذهبي قلت يعني لكونه يرى السيف. قال أبو صالح الفراء حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من امر الفتن فقال ذاك يشبه أستاذه يعني ابن حي قلت ليوسف أما تخاف ان يكون هذا غيبة فقال لم يا أحمق انا خير لهؤلاء من أمهاتهم وآبائهم انهى الناس ان يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم. وقال أبو معمر الهذلي: كنا عند وكيع فكان إذا حدث عن الحسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب فقال ما لكم لا تكتبون حديث حسن فقال له أخي بيده هكذا يعني انه كان يرى السيف فسكت وكيع وذكر لابن إدريس صعق الحسن بن صالح فقال تبسم سفيان أحب الينا من صعق الحسن وقال الفلاس سالت ابن مهدي عن حديث حسن بن صالح فأبى ان يحدثني فقال قد كان ابن مهدي يحدث عنه ثلاثة أحاديث ثم تركه اه. وفي تهذيب التهذيب قال يحيى القطان كان الثوري سئ الرأي فيه. وقال خلاد بن زيد الجعفي جاءني الثوري إلى هاهنا فقال: الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة وقال بشر بن الحارث كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه قال وكانوا يرون السيف وقال علي بن الجعد حدثت زائدة بحديث عن الحسن فغضب وقال لا حدثتك أبدا. وقال ابن عيينة حدثنا صالح بن حي وكان خيرا من ابنيه وكان علي خيرهما وقال أبو زرعة تكلم في حسن وقال الساجي وقد حدث أحمد بن يونس عنه عن جابر عن نافع عن ابن عمر في شرب الفضيخ وهذا حديث منكر قال ابن حجر الآفة فيه من جابر وهو الجعفي اه. فتلخص مما مر ان الرجل شيعي زيدي يرى الخروج بالسيف ولذلك طلبه المهدي فاختفى والذي دلت عليه كلمات أصحابنا أنه امام ثقة ثبت صدوق عالم فاضل حافظ متقن لم يعثر له على غلطة ولا حديث منكر تقي عابد في الغاية ناسك فقيه حجة ورع غاية لا الورع شديد الخوف من الله تعالى صحيح الحديث كثيره قانع زاهد متقشف متخشن متجرد للعبادة ورفض الرياسة آمر بالمعروف ناه عن المنكر صائن لنفسه مأمون مستقيم الحديث.
أما تقدم من القدح فيه فهو يرجع إلى أمور أحدها: التشيع أو بدعة التشيع القليل كما قال الذهبي الذي لا يخلو من بدعة النصب ويحق فيه قول الشاعر:
وعيرها الواشون اني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها وقد صرح العجلي فيما سمعت ان ابن المبارك كان يحمل عليه لمحل التشيع ثانيها وثالثها ترك الجمعة وانه يرى الخروج بالسيف اما ترك الجمعة فقد كذبه أبو نعيم الفضل بن دكين فقال أنه رآه شهد الجمعة ثم اختفى خوفا على نفسه من بني العباس وبقي مختفيا إلى أن مات واما الخروج بالسيف فقد أجاب عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب فقال قولهم كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الامر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبر. وبمثل هذا الرأي لا يقدح في رجل قد ثبتت عدالته واشتهر بالحفظ والاتقان والورع التام، والحسن مع ذلك لم يخرج على أحد واما ترك الجمعة ففي جملة رأيه ذلك ان لا يصلي خلف فاسق ولا يصحح ولاية الامام الفاسق فهذا ما يعتذر به عن الحسن وان كان الصواب خلافه فهو امام مجتهد اه.
ومقاومة الظلم واجبة مع ظن النجاح من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجبين بضرورة دين الاسلام واستقرار الامر على ترك ذلك لا يفهم له معنى فلو استقر الامر على ترك واجب لم يسقط وجوبه وكان تاركوه مأثومين وإذا كان أهل وقعة الحرة لم ينجحوا لمخامرة بعضهم أو لغير ذلك لم يسوع ذلك للناس ان يستقر امرهم على ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الظلم وولاية الامام الفاسق غير صحيحة بقوله تعالى لا ينال عهدي الظالمين والولاية عهد من الله بالاتفاق والا لم يكن صاحبها واجب بالطاعة والفاسق ظالم لنفسه فلا تناله الولاية. فظهر خطا أحمد بن يونس في قوله لو لم يولد كان خيرا له وتعليله ذلك بترك الجمعة وانه يرى السيف مع اعترافه بأنه جالسه عشرين سنة فما رآه رفع رأسه إلى السماء حياء من الله وخشوعا ولا ذكر الدنيا زهدا فيها رابعها انه لا يرى الجهاد فهذا يجاب عنه بما أجاب به ابن حجر عن الثاني والثالث من أنه مذهب للسلف قديم بعدم وجوب الجهاد مع الفاسق جهاد فتح ووجوبه للدفاع.
عفته وقناعته في حلية الأولياء: كان لا يقبل من أحد شيئا فيجئ اليه صبيه وهو في المسجد فيقول انا جائع فيعلله بشئ حتى يذهل الخادم إلى السوق فيبيع ما غزلته مولاته من الليل ويشتري قطنا ويشتري شيئا من الشعير فيجئ به فتطحنه ثم تعجنه فتخبز ما يأكل الصبيان والخادم وترفع له ولأهله لافطارهما فلم يزل على ذلك رحمه الله. وفي الحلية أيضا بسنده عن الحسن بن صالح انه سمع وهو يقول: ربما أصبحت وما عندي درهم وكان الدنيا كلها قد صيرت لي وهي في كفي. وبسنده عن يحيى بن أبي بكير سمعت الحسن بن صالح يقول لا تفقه حتى لا تبالي في يد من كانت الدنيا.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 5  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست