responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 328

فقضى عليه وقد قضى * في الحق لما ان حكم ان الذي ابدى الفخار * لسادة ملكوا الأمم في دهرهم وزمانهم * ولهم قديم في القدم ليسوا كمن لم يبلغوا * العلياء الا بالرمم هذا قضائي ان نحا * للحق عمي والتزم أحسنت والله العظيم * نظام بيتك حين تم فيما ذكرت به السيوف * وما ذكرت به النعم حتى كان بنظمه * للحسن درا منتظم وشكوت أشواقا إلي * تمس قلبك بالألم أفديه قلبا عاليا * فوق الفضائل والهمم قد فاض فيضا بالسماح * وقد تدفق بالكرم فسيول جدواه تدفقها * الشهامة عن ضرم وقد انبرى لي منعما * يا طيب ذلك في النعم وأزل لي من بره * أزكى وأطيب ما قسم فلأشكرن صنيعه * حتى تغيبني الرجم وارسل أبو فراس إلى أبي محمد جعفر وأبي أحمد عبد الله ابني ورقاء بقوله من قصيدة:
اتاني من بني ورقاء قول * ألذ جنى من الماء القراح وأطيب من نسيم الروض حفت * به اللذات من روح وراح تبكي في نواحيه الغوادي * بأدمعها فتبتسم الأقاحي عتابك يا ابن عم بغير جرم * أشد علي من وخز الرماح وما ارضى انتصافا من سواكم * وأغضي منك عن ظم صراح أظنا ان بعض الظن اثم * أمزحا رب جد من مزاح أريتك يا ابن عم باي عذر * عدوت عن الصواب وأنت لاحي أأجعل في الأوائل من نزار * كفعلك أم بأسرتنا افتتاحي أمن كعب نشا بحر العطايا * وأكرم مستغاث مستراح وصاحب كل عضب مستبيح * أعاديه ومال مستباح وهذا السيل من تلك الغوادي * وهذي السحب من تلك الرياح وكيف أعيب مدح شموس قومي * ومن أضحى امتداحهم امتداحي ولو شئت الجواب أجبت لكن * خفضت لكم على علم جناحي ولست وان صبرت على الاسايا * الاحي أسرتي وبهم الاحي ولو اني اقترحت على زماني * لكنتم يا بني ورقا اقتراحي فاجابه أبو أحمد بقوله من قصيدة:
أصاح قلبه أم غير صاحي * وقد عنت لنا عفر البطاح ظباء الوحش تحكي ماثلات * ظباء الإنس بالصور الملاح يدرن مراض أجفان صحاح * فيا عجبي من المرضى الصحاح وما زالت عيون العين فينا * تؤثر فوق تأثير السلاح أمطلعة الهلال على قضيب * ومسدلة الظلام على الصباح عدتني عن زيارتك العوادي * ودهر للأكارم ذو اطراح امدره [1] تغلب لسنا وعلما * ومصقع نطقها عند التلاحي لقد أوتيت علما واطلاعا * بآداب وألفاظ فصاح لمقولك المضاء إذا انتضاه * القصيد على المهندة الصفاح وقال أبو فراس في بني ورقاء من قصيدة يذكر فيها وده لهم وقوة اتصاله بهم ويفضلهم على سواه:
يا قوم اني امرؤ كتوم * تصحبني مقلة نموم نديمي النجم طول ليلي * حتى إذا غارت النجوم أسلمني الصبح للرزايا * فلا حبيب ولا نديم برملتي عالج رسوم * يطول من دونها الرسيم أنخت فيهن يعملات * ما عهد ارقالها ذميم اجدبها قطع كل واد * اخصبه نبته العميم تلك سجايا من الليالي * للبؤس ما يخلق النعيم بين ضلوعي هوى مقيم * لآل ورقاء لا يريم يغير الدهر كل شئ * وهو صحيح لهم سليم امنع من رامه سواهم * منه كما يمنع الحريم ونحن من عصبة وأهل * يضم أغصاننا أروم وهل يساويهم قريب * أم هل يدانيهم حميم لم تتفرق لنا خؤول * في العز منا ولا عموم سمت بنا وائل وفازت * بالعز أخوالنا تميم ودادهم خالص صحيح * وعهدهم ثابت مقيم ذاك لنا منهم حديث * وهو لأجدادنا قديم ندني بني عمنا الينا * فضلا كما يفعل الكريم أيد لهم عند كل خطب * يثني بها الحادث الجسيم والسن دونهم حداد * لد إذا قامت الخصوم لم تنأ عنا لهم قلوب * وان نأت منهم جسوم فلا عدمنا لهم ثناء * كأنه اللؤلؤ النظيم لقد نمتنا لهم أصول * ما مس اعراقهن لوم نبقى ويبقون في نعيم * ما بقي الركن والحطيم حياته السياسية كان عصر الحمدانيين عصرا قد انقسمت فيه المملكة الاسلامية المترامية الأطراف إلى ممالك وامارات جلها غير عربية فكانت خراسان وما والاها بيد السامانيين وما وراء النهر بيد الغزنويين وكلتا الدولتين غير عربية وبغداد وفارس بيد البويهيين وهم من الفرس والخلافة العباسية في بغداد لا حول لها ولا طول وانما لها الخطبة والمشاركة في السكة في البلاد الاسلامية.
والشام ومصر بيد الاخشيديين وهم أتراك وشمال إفريقيا بيد الفاطميين والأندلس بيد الأمويين فأنشأ الحمدانيون مملكة اسلامية عربية في الموصل وديار بكر وديار ربيعة والجزيرة وحلب والعواصم إلى منتهى البحر المتوسط شمالا والى مملكة الروم وقاعدتها القسطنطينية شرقا والى فلسطين ودمشق غربا فردوا غارات الروم وأغاروا على بلادهم وفتحوا كثيرا منها والروم يومئذ في قوتهم وقهروا القرامطة والخوارج الشراة كهارون الشاري وغيرهم وتسلطوا على الأكراد وأخضعوهم واخضعوا قبائل العرب المنتشرة في الجزيرة وبادية الشام صاحبة العدد الكثير والقوة وأدخلوها في طاعتهم وحاربوا الأخشيديين في الشام واخذوا منهم دمشق ثم عادوا إليها بمخامرة أهلها وكانت هذه المملكة منقسمة بين ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان وأخيه سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان وكان لناصر الدولة الموصل


[1] المدره بالميم المكسورة والدال المهملة الساكنة والراء المفتوحة والهاء السيد الشريف والمقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست