responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 327

فيها فضربه بالدواة التي بين يديه فقال المتنبي في الحال:
ان كان سركم مقال حاسدنا * فما لجرح إذا أرضاكم ألم فقال أبو فراس هذا اخذته من قول بشار:
إذا رضيتم بان نجفي وسركم * قول الوشاة فلا شكوى ولا ضجر فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قال أبو فراس وأعجبه بيت المتنبي ورضي عنه في الحال وقبل رأسه واجازه بألف دينار ثم بألف أخرى. فهذه القصة تدلنا على ما كان يتداخل المتنبي من الكبرياء والتعاظم وما كان يعتمده من الاستخفاف بحق أبي فراس وان هذا وأمثاله كان يصده عن مدح أبي فراس لا ما قاله الثعالبي. كما أنه يدلنا على ما لأبي فراس من الرواية الواسعة في الشعر.
اخباره مع بني ورقاء في اليتيمة أبو محمد جعفر وأبو أحمد عبد الله أبناء ورقاء الشيباني من رؤوساء عرب الشام وقوادها والمختصين بسيف الدولة وما منهما الا أديب شاعر جواد ممدح وبينهما وبين أبي فراس مجاوبات.
قال ابن خالويه: لما سمع أبو أحمد عبد الله بن محمد بن ورقاء الشيباني ظفر سيف الدولة بقاتلي الصباح مولى عمارة الحرفي عامل سيف الدولة على قنسرين وعفوه عنهم بتوسط أبي فراس قال قصيدة يهنئ بها سيف الدولة بغزوته هذه ويفاخر مضر بأيام بكر وتغلب في الجاهلية والاسلام أولها.
أرسما بسابروج [1] أبصرت عافيا * فاذكرك العهد الذي كنت ناسيا ألا ليت شعري والحوادث جمة * وما كنت في دهري إلى الناس شاكيا أمخترمي ريب المنون بحسرة * تبلغ نفسي من شجاها التراقيا إلى الله أشكو ان في الصدر حاجة * تمر بها الأيام وهي كما هيا ومنها في ذكر بني كعب وايحاشهم سيف الدولة حتى أضربهم:
وانهم لما استهاجوا صيالة * وما كان عن مستوجب البطش وانيا كمن شب نارا في شعار ثيابه * وهيج ليثا للفريسة ضاريا وهي طويلة جدا فلما سمع أبو فراس ما عمل فيها عمل قصيدة على هذا الشرح يذكر فيها اسلافهم ومناقبهم في الاسلام دون الجاهلية ويرد على أبي أحمد في افتخاره بأيامهم في الجاهلية وبأيام من بعد منهم في الاسلام وتركه الفخر بمن قرب منهم في الاسلام وهي قصيدة تزيد على 240 بيتا أولها:
لعل خيال العامرية زائر * فيسعد مهجور ويسعد هاجر إلى أن يقول:
أيشغلكم وصف القديم ودونه * مفاخر فيها شاغل ومآثر فقل لبني ورقاء ان شط منزل * فلا العهد منسي ولا الود داثر وكيف يرث الحبل أو تضعف القوى * وقد قربت قربى وشدت أواصر أبا احمد مهلا إذا الفرع لم يطب * فلا طبن يوم الافتخار العناصر أتسمو بما شادت أوائل وائل * وقد غمرت تلك الأوالي الأواخر وتطلب العز الذي هو غائب * وتترك العز الذي هو حاضر وختمها بهذين البيتين:
يسر صديقي ان أكثر واصفي * عدوي وان ساءته تلك المفاخر وهل تجحد الشمس المنيرة ضوءها * ويستر نور البدر والبدر ظاهر قال ابن خالويه قال لي أبو فراس لما وصلت هذه القصيدة إلى أبي احمد عبد الله بن محمد بن ورقاء الشيباني ظن أني عرضت به في البيتين اللذين ختمت بهما القصيدة فكتب إلي قصيدة تصرف فيها بالتشبيب يقول فيها:
أشاقك بالخال [2] الديار الدواثر * روائح مجت آلها [3] وبواكر عمرن بعمار من الإنس برهة * فهاهن صفر ليس فيهن صافر أخلت بمغناها دمى وخرائد * وحلت بأقصاها مهى وجاذر اهن عيون باللحاظ دوائر * على عاشقيها أم سيوف بواتر ضعائف يقهرن الأشداء قدرة * عليهم وسلطان الصبابة قاهر الا يا ابن عم يستزيد ابن عمه * رويدك اني لانبساطك شاكر تصفحت ما أنفذته فوجدته * كما استودعت نظم العقود الجواهر وذكرني روضا بكته سماؤه * فضاحكه مستأسد وهو زاهر عرائس يجلوها عليك خدورها * ولكنما تلك الخدور دفاتر فعدلا فان العدل في الحكم سيرة * بها سار في الناس الملوك الأساور فكتب أبو فراس إلى أبي محمد جعفر بن محمد بن ورقاء وجعله حكما بينه وبين عمه أبي أحمد عبد الله بن ورقاء وابتدأ فيها بالحماسة وهي في الديوان المطبوع ناقصة فقال:
انا إذا اشتد الزما * ن وناب خطب وأدلهم ألفيت حول بيوتنا * عدد الشجاعة والكرم للقا العدا بيض السيوف * وللندى حمر النعم هذا وهذا دأبنا * يودى دم ويراق دم قل لابن ورقا جعفر * حتى يقول بما علم اني وان شط المزار * ولم تكن داري أمم أصبو إلى تلك الخلال * واصطفي تلك الشيم وألوم عادية الفراق * وبين احشائي ألم ولعل دهرا ينثني * ولعل شعبا يلتئم هل أنت يوما منصفي * من ظلم عمك يا ابن عم أبلغه عني ما أقول * فأنت من لا يتهم اني رضيت وان كرهت * أبا محمد الحكم فكتب أبو محمد جعفر بن محمد بن ورقاء مجيبا له:
أنتم كما قد قلت بل * أعلى وأشرف يا ابن عم ولكم سوابق كل فخر * والسوابق من أمم لم يعل منكم شاهق * فوق الشوامخ والقمم الا ولاحقه يلوح * على ذراه كالعلم ودعوت شيخك وابن * عمك جعفرا فيما أهم من عدل قولك حين قلت * وجور ما قد قال عم


[1] سابروج بسين مهملة والف وباء موحدة وراء مشددة مضمومة وواو ساكنة وجيم موضع بنواحي بغداد.
[2] الخال اسم مكان.
[3] الآل السراب

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 4  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست