responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 59

في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ثم استأذنت أباه في رؤيته فاتت الغار فإذا هي بإبراهيم وعيناه يزهران كأنهما سراجان فضمته إلى صدرها وأرضعته وانصرفت فسألها أبوه فقالت واريته بالتراب فمكثت تعتل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم فتضمه إليها وترضعه وتنصرف فلما تحرك وأرادت الانصراف اخذ ثوبها وقال لها اذهبي بي معك فقالت حتى أستأمر أباك فلم يزل إبراهيم في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ثم غاب الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال واعتزلكم وما تدعون من دون الله الآية ثم قال الصدوق ولإبراهيم ع غيبة أخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار ثم روى حديثا يتضمن ذلك.
غيبة يوسف ع قال الصدوق واما غيبة يوسف ع فإنها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب ولم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف واخوته وأبيه وخالته كان منها ثلاثة أيام في الجب وفي السجن بضع سنين وفي الملك الباقي وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين وبينهما مسير تسعة أيام فاختلفت عليه الأحوال في غيبته من إجماع اخوته على قتله والقائهم إياه في غيابة الجب ثم بيعهم إياه بثمن بخس ثم بلواه بامرأة العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار إليه ملك مصر وجمع الله تعالى شمله واراه تأويل رؤياه ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق ع في حديث قال كان يعقوب ع يعلم أن يوسف حي لم يمت وان الله سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه اني اعلم من الله ما لا تعلمون وكان بنوه يفندونه على ذكره ليوسف ثم قال الصدوق فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في امره حال اخوة يوسف الذين قالوا لأبيهم تالله انك لفي ضلالك القديم وقول يعقوب ع أ لم أقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون دليل على أنه قد كان علم أن يوسف حي وانه انما غيب عنه للبلوى والامتحان ثم روى بسنده عن الصادق ع ان في القائم ع سنة من يوسف ع إلى أن قال: إن اخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم ولم يعرفوه حتى قال لهم انا يوسف وهذا أخي فما تنكر هذه الأمة ان يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد ان يستر حجته عنهم لقد كان يوسف إليه ملك مصر وبينه وبين والده مسير ثمانية عشر يوما [1] فلو أراد الله تبارك وتعالى ان يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة أيام إلى مصر فما تنكر هذه الأمة ان يكون الله تبارك وتعالى يفعل بحجته ما فعل بيوسف ان يكون يسير فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل له بان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف ع حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أإنك لأنت يوسف قال انا يوسف وهذا أخي.
غيبة موسى ع روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء عن أبيه سيد الوصيين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته وأهل بيته وأخبرهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل أسمر طويل وفي رواية عن الصادق ع أنه قال لهم ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طويل جعد آدم فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران ويسمي عمران ابنه موسى وفي رواية عن الباقر ع انه ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا كلهم يدعي انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام وقال له كهنته هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الذي يولد العام في بني إسرائيل فوضع القوابل على النساء وقال لا يولد العام غلام الا ذبح ووضع على أم موسى قابلة فلما حملت به وقعت عليها المحبة لها وقالت لها القابلة ما لك يا بنية تصفرين وتذوبين قالت لا تلوميني فاني إذا ولدت اخذ ولدي فذبح قالت لا تحزني فاني سوف اكتم عليك فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع وأصلحت امره ثم خرجت إلى الحرس وكانوا على الباب فقالت انصرفوا فإنه خرج دم متقطع فانصرفوا فأرضعته فلما خافت عليه اوحى الله إليها ان اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم اخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في الماء فجعل يرجع إليها وهي تدفعه في الغمر فضربته الربح فهمت ان تصيح فربط الله على قلبها وقالت امرأة فرعون انها أيام الربيع فاضرب لي قبة على شط النيل حتى أتنزه ففعل واقبل التابوت يريدها فأخذته فإذا فيه غلام من أجمل الناس فوقعت عليه منها محبة وقالت هذا ابني وقالت لفرعون اني أصبت غلاما طيبا حلوا تتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله فلم تزل به حتى رضي فلما سمع الناس ان الملك قد تبنى ابنا لم يبق أحد من رؤساء أصحابه الا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا فلم يأخذ من امرأة منهن ثديا فقالت أم موسى لأخته انظري أ ترين له اثرا فاتت باب الملك فقالت بلغني انكم تطلبون ظئرا وهاهنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم فقال الملك ادخلوها فوضعنه في حجرها ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه فلما عرف فرعون انها من بني إسرائيل قال هذا مما لا يكون الغلام والظئر من بني إسرائيل فلم تزل امرأته تكلمه فيه وتقول ما تخاف من هذا الغلام انما هو ابنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه وكتمت امه خبره وأخته والقابلة حتى هلكت امه والقابلة فلم تعلم به بنو إسرائيل وكانوا يطلبونه ويسألون عنه فعمي عليهم خبره وبلغ فرعون انهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم وفرق بينهم ونهاهم عن الاخبار به والسؤال عنه قال في الرواية الأولى ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر فراسلوه فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز فعرفه الفقيه بالنعت فانكب الفقيه على قدميه وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك وعلم الشيعة انه صاحبهم فسجدوا شكرا لله فلم يزدهم على أن قال أرجو ان يعجل الله فرجكم ثم غاب وخرج إلى مدين فأقام عند شعيب فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى وكانت نيفا وخمسين سنة واشتدت البلوى عليهم


[1] مر عن الصدوق انها تسعة أيام وهو يخالف الرواية والمشاهدة ولعل مراده انه يمكن قطعها في تسعة كما دل عليه ما في هذه الرواية.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست