responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 58

امامة صاحب الزمان لوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة في دلائله واعلام إمامته وليس يمكن أحدا دفع ذلك ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه جملة من اخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر وحصل كل ما تضمنه الخبر بلا اختلاف ومن جملة ما رواه بسنده عن الصادق ع انه قيل له كان أبو جعفر ع يقول لقائم آل محمد غيبتان واحدة طويلة والاخرى قصيرة فقال نعم إحداهما أطول من الأخرى الحديث قال فانظر كيف قد حصلت الغيبتان على حسب ما تضمنت الاخبار.
أقول فهذه الأخبار من طرق الشيعة وأهل السنة متواترة في امامة المهدي ع وخروجه في آخر الزمان وان يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا وانه يصلي خلفه عيسى بن مريم الذي هو نبي من أنبياء الله تعالى اولي العزم وذو شريعة ناسخة ما قبلها والاخبار التي من طرق أهل السنة وان لم يصرح فيها بولادته ولا بأنه ابن الحسن العسكري الا انها لا تنفي ذلك ولا تنافيه فإذا كانت اخبار أهل البيت ع التي روتها عنهم شيعتهم تثبته وتحققه وجب العمل بجميع الاخبار ولم يكن بينها تعارض ولا منافاة والاخبار الأولى قد بينت نعته وصفاته فإذا كانت الاخبار الثانية قالت إنه هو صاحب هذا النعت وهذه الصفات وجب العمل بكليهما كما أن عيسى ع لما بين نعت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصفاته فلما بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم بذلك النعت وتلك الصفات وجب التصديق بنبوته.
في أن في المهدي ع من سنن الأنبياء والاستدلال بغيباتهم على غيبته روى الصدوق في اكمال الدين بسنده عن الصادق ع ان سنن الأنبياء وما وقع عليهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة الحديث وبسنده عن سيد الساجدين ع قال في القائم منا سنن من سنن الأنبياء سنة آدم وسنة من نوح طول العمر وسنة من إبراهيم خفاء المولد واعتزال الناس وسنة من موسى الخوف والغيبة وسنة من عيسى اختلاف الناس فيه وسنة من أيوب الفرج بعد البلوى وسنة من محمد صلى الله عليه وآله وسلم الخروج بالسيف وفي رواية عن الصادق ع سنة من موسى خفاء مولده وغيبته عن قومه ثماني وعشرين سنة وفي رواية عن الباقر ع أن فيه أربع سنن من أربع أنبياء من موسى خائف يترقب ومن يوسف السجن ومن عيسى يقال مات ولم يمت ومن محمد السيف وفي رواية عن الباقر ع ان في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم شبها من خمسة من الرسل يونس ويوسف وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم اما من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن واما من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من اخوته وإشكال امره على أبيه يعقوب مع قرب المسافة بينهما وبين أهله وشيعته وفي رواية واما من يوسف فالستر جعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه واما من موسى فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتغيب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه واما من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد وطائفة مات وطائفة قتل وصلب واما من جده المصطفى فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وانه ينصر بالسيف والرعب وانه لا ترد له راية الحديث وفي رواية واما من محمد فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله قيل وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي قال يلقي الله عز وجل في قلبه الرحمة.
غيبات الأنبياء قال الصدوق في اكمال الدين أول الغيبات غيبة إدريس النبي ع المشهورة حتى آل الامر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ثم ظهر ع فوعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح ع ثم رفع الله إدريس إليه فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح ع قرنا بعد قرن وخلفا عن سلف صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح ثم ذكر حديثا عن الباقر ع يتضمن غيبة إدريس عشرين سنة مختفيا في غار لما خاف من جبار زمانه وملك من الملائكة يأتيه بطعامه وشرابه ثم ذكر ظهور نبوة نوح ع ثم روى بسنده عن الصادق ع انه لما حضرت نوحا ع الوفاة دعا الشيعة فقال لهم اعلموا انه ستكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت وان الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود فلم يزالوا يترقبون هودا ع وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوب أكثرهم فاظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا ع عند الياس وتناهي البلاء وأهلك الأعداء بالريح العقيم ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى أن ظهر صالح ع.
غيبة صالح ع ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق ع ان صالحا ع غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن [1] حسن الجسم وافر اللحية ورجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من الرجال فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه وكانوا على ثلاث طبقات طبقة جاحدة واخرى شاكة واخرى على يقين إلى أن قال وإنما مثل القائم مثل صالح ع.
غيبة إبراهيم ع قال الصدوق عليه الرحمة واما غيبة إبراهيم خليل الرحمن ع فإنها تشبه غيبة قائمنا صلى الله عليه وآله وسلم بل هي أعجب منها لأن الله عز وجل غيب اثر إبراهيم ع وهو في بطن امه حتى حوله عز وجل بقدرته من بطنها إلى ظهرها ثم أخفي أمر ولادته إلى بلوع الكتاب اجله ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق ع ان أبا إبراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له يولد في ارضنا مولود يكون هلاكنا على يديه فحجب النساء عن الرجال وباشر أبو إبراهيم امرأته فحملت به وأرسل نمرود إلى القوابل لا يكون في البطن شئ إلا أعلمتن به فنظرن إلى أم إبراهيم فألزم الله ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى شيئا في بطنها فلما وضعت أراد أبوه ان يذهب به إلى نمرود فقالت له امرأته لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله دعني اذهب به إلى غار فاجعله فيه حتى يأتي عليه اجله فذهبت به إلى غار وأرضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة وانصرفت فجعل الله رزقه في ابهامه فجعل يمصها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره


[1] واسعها.

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست