responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 529

عيد بآية حال عدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديد اما الأحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيدا دونها بيد لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها * وجناء حرف ولا جرداء قيدود وكان أطيب من سيفي معانقة * أشباه رونقه الغيد الأماليد لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي * شيئا تتيمه عين ولا جيد يا ساقيي أخمر في كؤوسكما * أم في كؤوسكما هم وتسهيد أ صخرة انا ما لي لا تحركني * هذي المدام ولا هذي الأغاريد إذا أردت كميت اللون صافية * وجدتها وحبيب النفس مفقود ما ذا لقيت من الدنيا وأعجبه * اني بما انا شاك منه محسود اني نزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محدود جود الرجال من الأيدي وجودهم * من اللسان فلا كانوا ولا الجود ما يقبض الموق نفسا من نفوسهم * الا وفي يده من نتنها عود أ كلما اغتال عبد السوء سيده * أو خانه فله في مصر تمهيد صار الخصي امام الآبقين بها * فالحر مستعبد والعبد معبود نامت نواطير مصر عن ثعالبها * فقد بشمن ومتفنى العناقيد العبد ليس لحر صالح باخ * لو أنه في ثياب الحر مولود لا تشتر العبد الا والعصا معه * ان العبيد لأنجاس مناكيد ما كنت احسبني أحيا إلى زمن * يسئ بي فيه عبد وهو محمود وإن ذا الأسود المثقوب مشفره * تعطيه ذي العضاريط الرعاديد جوعان يأكل من زادي ويمسكني * لكي يقال عظيم القدر مقصود ويلمها خطة ويلم قابلها * لمثلها خلق المهرية القود من علم الأسود المخصي مكرمة * أقومه البيض أم آباؤه الصيد أم أذنه في يد النخاس دامية * أم قدره وهو بالفلسين مردود وذاك ان الفحول البيض عاجزة * عن الجميل فكيف الخصية السود وكتب إلى عبد العزيز بن يوسف الخزاعي في بلبيس يطلب منه دليلا فانفذه إليه فمدحه بأبيات وهذا وغيره يدل على أن جملة من الناس كانوا قد علموا بخروجه ولم يخبروا به كافورا.
وقدم أبو شجاع فاتك الأخشيدي المعروف بالمجنون من الفيوم إلى مصر فوصل أبا الطيب وحمل إليه هدية قيمتها ألف دينار فقال يمدحه من قصيدة:
لا خيل عندك تهديها ولا مال * فليسعد النطق ان لم تسعد الحال لا يدرك المجد إلا سيد فطن * لما يشق على السادات فعال تدري القناة إذا اهتزت براحته * ان الشقي بها خيل وابطال كفاتك ودخول الكاف منقصة * كالشمس قلت وما للشمس أمثال القائد الأسد غذتها براثنه * بمثلها من عداه وهي أشبال إذا الملوك تحلت كان حليته * مهند وأصم الكعب عسال أبو شجاع أبو الشجعان قاطبة * هول نمته من الهيجاء أهوال تملك الحمد حتى ما لمفتخر * في الحمد حاء ولا ميم ولا دال عليه منه سرابيل مضاعفة * وقد كفاه من الماذي سربال كان نفسك لا ترضاك صاحبها * الا وأنت على المفضال مفضال ولا تعدك صوانا لمهجتها * الا وأنت لها في أروع بذال لولا المشقة ساد الناس كلهم * الجود يفقر والاقدام قتال وإنما يبلغ الإنسان طاقته * ما كل ماشية بالرحل شملال انا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناس احسان واجمال ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته * ما فاته وفضول العيش أشغال وتوفي أبو شجاع فاتك بمصر سنة 350 فقال أبو الطيب يرثيه بعد خروجه منها ويهجو كافورا من قصيدة:
الحزن يقلق والتجمل يردع * والدمع بينهما عصي طيع تصفو الحياة لجاهل أو غافل * عما مضى فيها وما يتوقع ولمن يغالط في الحقائق نفسه * ويسومها طلب المحال فتطمع أين الذي الهرمان من بنيانه * ما قومه ما يومه ما المصرع تتخلف الآثار عن أصحابها * حينا ويدركها الفناء فتتبع كنا نظن دياره مملوءة * ذهبا فمات وكل دار بلقع المجد أخسر والمكارم صفقة * من أن يعيش لها الهمام الأروع والناس أنزل في زمانك منزلا * من أن تعايشهم وقدرك ارفع ولقد أراك وما تلم ملمة * إلا نفاها عنك قلب اصمع ويد كان نوالها وقتالها * فرض يحق عليك وهو تبرع يا من يبدل كل يوم حلة * أنى رضيت بحلة لا تنزع ما زلت تخلعها على من شاءها * حتى لبست اليوم ما لا تخلع ما زلت تدفع كل أمر فادح * حتى اتى الامر الذي لا يدفع فظللت تنظر لا رماحك شرع * فيما عراك ولا سيوفك قطع بأبي الوحيد وجيشه متكاثر * يبكى ومن شر السلاح الأدمع من للمحافل والجحافل والسري * فقدت بفقدك نيرا لا يطلع ومن اتخذت على الضيوف خليفة * ضاعوا ومثلك لا يكاد يضيع قبحا لوجهك يا زمان فإنه * وجه له من كل قبح برقع أ يموت مثل أبي شجاع فاتك * ويعيش حاسده الخصي الأوكع فاليوم قر لكل وحش نافر * دمه وكان كأنه يتطلع وعفا الطراد فلا سنان راعف * فوق القناة ولا حسام يلمع من كان فيه لكل قوم ملجأ * ولسيفه في كل قوم مرتع لا قلبت أيدي الفوارس بعده * رمحا ولا حملت جوادا أربع وقال بالكوفة يرثيه ويذكر خروجه من مصر من قصيدة:
لا أبغض العيس لكني وقيت بها * قلبي من الحزن أو جسمي من السقم طردت من مصر أيديها بأرجلها * حتى مرقن بنا من جوش والعلم في غلمة أخطروا أرواحهم ورضوا * بما لقين رضى الأيسار بالزلم بيض الأعاريض طعانون من لحقوا * من الفوارس شلالون للنعم قد بلغوا بقناهم فوق طاقته * وليس يبلغ ما فيهم من الهمم لا فاتك آخر في مصر نقصده * ولا له خلف في الناس كلهم من لا تشابهه الأحياء في شيم * أمسى تشابهه الأموات في الرمم حتى رجعت وأقلامي قوائل لي * المجد للسيف ليس المجد للقلم أكتب بنا ابدا بعد الكتاب به * فإنما نحن للأسياف كالخدم من اقتضى بسوى الهندي حاجته * أجاب كل سؤال عن هل بلم ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة * بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم هون على بصر ما شق منظره * فإنما يقظات العين كالحلم ولا تشك إلى خلق فتشمته * شكوى الجريح إلى الغربان والرخم وكن على حذر للناس تستره * ولا يغرك منهم ثغر مبتسم غاض الوفاء فما تلقاه في عدة * وأعوز الصدق في الاخبار والقسم

اسم الکتاب : أعيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 529
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست