responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 4

ومن لم يميز بين هذا وهذا : فليبك على حياة قلبه : فإنه من الأموات ، وعلى نوره : فإنه منغمس في بحار الظلمات.

( فصل ) وأما طب الأبدان ، فإنه نوعان : نوع قد فطر الله عليه الحيوان ناطقة وبهيمه ، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب : كطب الجوع والعطش والبرد والتعب ، بأضدادها وما يزيلها.

والثاني ما يحتاج إلى فكر وتأمل : كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج ، بحيث يخرج بها عن الاعتدال : إما إلى حرارة ، أو برودة ، أو يبوسة ، أو رطوبة ، أو ما يتركب من اثنين منها. وهى نوعان : إما مادية ، وإما كيفية. أعنى : إما أن يكون بانصباب مادة ، أو بحدوث كيفية. والفرق بينهما : أن أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها ، فتزول موادها ، ويبقى أثرها كيفية في المزاج. وأمراض المادة أسبابها معها تمدها. وإذا كان سبب المرض معه : فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولا ، ثم في المرض ثانيا ، ثم في الدواء ثالثا.

أو الأمراض الالية ، وهى : التي تخرج العضو عن هيئته : إما في شكل ، أو تجويف ، أو مجرى ، أو خشونة ، أو ملامسة ، أو عدد ، أو عظم ، أو وضع. فإن هذه الأعضاء إذا تألفت ، وكان منها ، البدن ـ سمى تألفها : اتصالا ، والخروج عن الاعتدال فيه يسمى : تفرق الاتصال.

أو الأمراض العامة : التي نعم المتشابهة والالية.

والأمراض المتشابهة هي : التي يخرج بها المزاج عن الاعتدال ، وهذا الخروج يسمى

مرضا : بعد أن يضر بالفعل إضرارا محسوسا. وهى على ثمانية أضرب : أربعة بسيطة ، وأربعة مركبة. والبسيطة : البارد ، والحار ، والرطب ، واليابس. والمركبة : الحار الرطب ، والحار اليابس ، والبارد الرطب ، والبارد اليابس. وهى إما أن تكون بانصباب مادة ، أو بغير انصباب مادة.

وإن لم يضر المرض بالفعل [١] ، يسمى خروجا عن الاعتدال صحة.


[١] كذا بالزاد (ص ٦٥). وفى الأصل : « بالعقل » وهو تصحيف.

اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست