اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 317
وهو لطيف مائي : يغذو غذاء رطبا بلغميا
، وينفع المحرورين ، ولا يلائم المبرودين ومن الغالب عليهم البلغم. وماؤه يقطع
العطش ، ويذهب الصداع الحار : إذا شرب أو غسل به الرأس. وهو ملين للبطن كيف استعمل.
ولا يتداوى المحرورون بمثله ولا أعجل منه نفعا.
ومن منافعه : أنه إذا لطخ بعجين ، وشوى
في الفرن أو التنور ، واستخرج ماؤه ، وشرب ببعض الأشربة اللطيفة ـ : سكن حرارة الحمى
الملتهبة ، وقطع العطش ، وغذا غذاء حسنا. وإذا شرب بترنجبين وسفرجل [١] مربى : أسهل صفراء محضة.
وإذا طبخ القرع ، وشرب ماؤه بشئ من عسل
وشئ من نطرون ـ : أحدر بلغما ومرة معا. وإذا دق وعمل منه ضماد على اليافوخ : نفع
من الأورام الحارة في الدماغ.
وإذا عصرت جرادته ، وخلط ماؤها بدهن
الورد ، وقطر منها في الاذن ـ : نفعت من الأورام الحارة. وجرادته نافعة من أورام
العين الحارة ، ومن النقرس الحار [٢].
وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة
والمحمومين. ومتى صادف في المعدة خلطا رديئا : استحال إلى طبيعته وفسد ، وولد في
البدن خلطا رديئا. ودفع مضرته : بالخل والمري.
وبالجملة : فهو من ألطف الأغذية وأسرعها
انفعالا. ويذكر عن أنس رضي الله عنه : « أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يكثر من أكله ».
( فصل )
وقد رأيت أن أختم الكلام في هذا الباب ، بفصل مختصر عظيم النفع في المحاذير [٣] والوصايا الكلية النافعة. لتتم منفعة
الكتاب.
ورأيت لابن ماسويه فصلا في كتاب «
المحاذير » نقلته بلفظه. قال [٤]
: « من أكل البصل أربعين يوما ، وكلف ( وجهه ) ، فلا يلومن إلا نفسه. ومن افتصد
فأكل