اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 316
شجرة [١] لا تقوم على ساق ، كالبطيخ والقثاء
والخيار. قال الله تعالى : (وأنبتنا
عليه شجرة من يقطين ).
فإن قيل : مالا يقوم على ساق يسمى نجما
، لا شجرا. والشجر : ماله ساق. قاله أهل اللغة. فكيف قال : (شجرة من يقطين)؟.
فالجواب : أن الشجر إذا أطلق : كان ماله
ساق يقوم عليه ، وإذا قيد بشئ : تقيد به. فالفرق بين المطلق والمقيد في الأسماء
باب مهم عظيم النفع في الفهم ومراتب اللغة. واليقطين المذكور في القرآن هو : نبات
الدباء ، وثمره يسمى : الدباء والقرع وشجرة اليقطين.
وقد ثبت في الصحيحين ـ من حديث أنس بن
مالك رضى [٢]
الله عنه : « أن خياطا دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم
لطعام صنعه. (قال أنس) : فذهبت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، فقرب إليه خبزا من شعير ، ومرقا فيه دباء وقديد [٣]. (قال أنس) : فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتتبع الدباء من
حوالي الصحفة ، فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم ».
وقال أبو طالوت : « دخلت على أنس بن
مالك ـ رضي الله عنه ـ : وهو يأكل القرع ، ويقول : يا لك من شجرة ما أحبك إلي! لحب
رسول الله صلىاللهعليهوسلم
إياك ».
وفى الغيلانيات ـ من حديث هشام بن عروة
، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ـ قالت : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « يا عائشة ، إذا
طبختم قدرا : فأكثروا فيها من الدباء ، فإنها تشد قلب الحزين ».
اليقطين بارد رطب ، يغذو غذاء يسيرا.
وهو سريع الانحدار. وإن لم يفسد قبل الهضم : تولد منه خلط محمود. ومن خاصيته : أنه
يتولد منه خلط محمود مجانس لما يصحبه. فإن أكل بالخردل : تولد منه خلط حريف ، وبالملح
خلط مالح ، ومع القابض قابض. وإن طبخ بالسفرجل : غذا البدن غذاء جيدا.