اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 285
٤ ـ ( كتم ).
روى البخاري في صحيحه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال : « دخلنا على أم سلمة
رضي الله عنها ، فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم ». وفى السنن الأربعة عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : « إن أحسن
ما غيرتم به الشيب ، الحناء والكتم ».
وفى الصحيحين ـ عن أنس رضي الله عنه ـ :
« أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم ». وفى سنن أبي داود ، عن ابن
عباس رضي الله عنهما ، قال : « مر على النبي صلىاللهعليهوسلم
رجل قد خضب بالحناء ، فقال : ما أحسن هذا! فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم ، فقال :
هذا أحسن من هذا. فمر آخر قد خضب بالصفرة ، وقال : هذا أحسن من هذا كله ».
قال الغافقي : « الكتم نبت ينبت بالسهول
، ورقه قريب من ورق الزيتون ، يعلو فوق القامة. وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله
نوى : إذا رضخ اسود. وإذا استخرجت عصارة ورقه ، وشرب منها قدر أوقية : قيأ قيئا
شديدا ، وينفع من عضة الكلب. وأصله إذا طبخ بالماء : كان منه مداد [١] يكتب به ». وقال الكندي : « بزر الكتم
إذا اكتحل به : حلل الماء النازل في العين وأبرأها ».
وقد ظن بعض الناس : أن الكتم هو الوسمة
، وهى : ورق النيل. وهذا وهم : فإن الوسمة غير الكتم. قال صاحب الصحاح [٢] : « الكتم (بالتحريك) : نبت يخلط بالوسمة
، يختضب به ». قيل : والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة ، أكبر من ورق
الخلاف ، يشبه ورق اللوبيا. [٣]
وأكبر منه ، يؤتى به من الحجاز واليمن.
فإن قيل : قد ثبت في الصحيح ، عن أنس
رضي الله عنه ، أنه قال : « لم يختضب النبي صلىاللهعليهوسلم
».
[١] كذا بالأصل
والاحكام ٢ / ٨٥. وفى الزاد : مدادا. وهو تحريف.