responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 206

وينام عقبه : فيرجع [١] إليه قواه. وليحذر الحركة والرياضة عقبه : فإنها مضرة جدا.

فصل في هديه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في علاج العشق

هذا مرض من أمراض القلب ، مخالف لسائر الأمراض : في ذاته وأسبابه وعلاجه. وإذا تمكن واستحكم : عز على الأطباء دواؤه ، وأعيا العليل داؤه.

وإنما حكاه الله سبحانه ـ في كتابه ـ عن طائفتين من الناس : من النساء ، وعشاق الصبيان المردان. فحكاه عن امرأة العزيز في شأن يوسف. وحكاه عن قوم لوط فقال تعالى ـ إخبارا عنهم لما جاءت الملائكة لوطا ـ : ( وجاء أهل المدينة يستبشرون قال : إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون ، واتقوا الله ولا تخزون. قالوا : أو لم ننهك عن العالمين؟! قال : هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين. لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون ).

وأما ما زعمه بعض من لم يقدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حق قدره : « أنه ابتلى به في شأن زينب بنت جحش ، وأنه رآها فقال : سبحان مقلب القلوب! وأخذت بقلبه ، وجعل يقول لزيد بن حارثة : أمسكها. حتى أنزل الله عليه : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه : أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتخفى في نفسك ما الله مبديه ، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) » ـ فظن هذا الزاعم : أن ذلك في شأن العشق ، وصنف بعضهم كتابا في العشق ، وذكر فيه عشق الأنبياء ، وذكر هذه الواقعة. وهذا من جهل هذا القائل بالقرآن وبالرسل وتحميله كلام الله مالا يحتمله ، ونسبته رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى ما برأه الله منه. فإن زينب بنت جحش كانت تحت زيد بن حارثة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد تبناه ، وكان يدعى : ابن محمد ـ وكانت زينب فيها شمم وترفع عليه ـ فشاور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في طلاقها ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « أمسك عليك زوجك واتق الله ». وأخفى


[١] بالزاد ١٥٠ : فيراجع. ولعله تحريف.

اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست