اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 199
وأيضا : فإن المرأة مفعول بها طبعا
وشرعا ، وإذا كانت فاعلة : خالفت مقتضى الطبع والشرع. وكان أهل الكتاب إنما يأتون
النساء على جنوبهن ـ على حرف ـ ويقولون : هو أيسر للمرأة.
وكانت قريش والأنصار تشرح [١] النساء على أقفائهن ، فعابت اليهود
عليهم ذلك. فأنزل الله عز وجل : (نساؤكم حرث
لكم : فأتوا حرثكم أنى شئتم).
وفى الصحيحين عن جابر ، قال : « كانت
اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته ، من دبرها ، في قبلها ـ : كان الولد أحول.
فأنزل الله عز وجل : (نساؤكم حرث
لكم ، فأتوا حرثكم أنى شئتم )
»
، وفى لفظ لمسلم : « إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية ، غير أن ذلك في صمام واحد ».
و ( المجبية ) : المنكبة على وجهها. و ( الصمام الواحد ) : الفرج ، وهو موضع الحرث
والولد.
وأما الدبر : فم يبح قط على لسان نبي من
الأنبياء. ومن نسب إلى بعض السلف إباحة وطئ الزوجة في دبرها ، فقد غلط عليه.
وفى سنن أبي داود ، عن أبي هريرة ، قال
: قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: « ملعون من أتى المرأة في دبرها ». وفى لفظ لأحمد وابن ماجة : « لا ينظر الله
إلى رجل جامع امرأته في دبرها ».
وفى لفظ الترمذي وأحمد : « من أتى حائضا
، أو امرأته في دبرها ، أو كاهنا فصدقه ـ : فقد كفر بما أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم ». وفى لفظ للبيهقي
: « من أتى شيئا ـ من الرجال والنساء ـ في الادبار : فقد كفر ».
وفى مصنف وكيع : حدثني زمعة بن صالح ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن يزيد ، قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: « إن الله لا يستحى [٢]
من الحق ، لا تأتوا النساء في أعجازهن » ، وقال مرة : « في أدبارهن ». وفى
[١] كذا بالأصل
والزاد. أي : يطؤونهن نائمات. انظر : النهاية ٢ / ٢١١. وقال ق : « الظاهر أنها
محرفة عن تطرح ». وهو خطأنا شئ عن التسرع وعدم البحث والتثبت.
[٢] بالزاد ١٤٨ ـ
١٤٩ ( هنا وفيما سيأتي ) ، وكثير من المصادر الأخرى : يستحيى. وهى لغة أهل الحجاز
على الأصل. وما في الأصل لغة تميم. انظر المختار.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 199