اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 198
مجامعها ، وامتلاء
قلبها من محبته ، وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره. ـ ما ليس للثيب.
وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم لجابر ـ : « هلا
تزوجت بكرا! ».
وقد جعل الله سبحانه ـ من كمال نساء أهل
الجنة من الحور العين ـ : أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له : من أهل الجنة.
وقالت عائشة للنبي صلىاللهعليهوسلم
: « أرأيت لو مررت بشجرة قد أرتع فيها ، وشجرة لم يرتع فيها ، ففي أيهما كنت ترتع
بعيرك؟ »
، قال : « في التي لم يرتع فيها ». تريد : أنه لم يأخذ بكرا غيرها.
وجماع المرأة المحبوبة في النفس يقل
إضعافه للبدن مع كثرة استفراغه للمني.
وجماع البغيضة يحل البدن ، ويوهن القوى
مع قلة استفراغه.
وجماع الحائض حرام طبعا وشرعا : فإنه
مضر جدا ، والأطباء قاطبة تحذر منه.
وأحسن أشكال الجماع : أن يعلو الرجل
المرأة مستفرشا لها ، بعد الملاعبة والقبلة. وبهذا سميت المرأة فراشا ، كما قال صلىاللهعليهوسلم : « الولد للفراش ».
وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة ، كما قال تعالى : (الرجال قوامون على النساء). وكما قيل :
إذا رمتها : كانت فراشا يقلني
وعند فراغي : خادم يتملق
وقد قال تعالى : « هن لباس لكم ، وأنتم
لباس لهن ». وأكمل اللباس وأسبغه :
على هذه الحال ، فإن فراش الرجل لباس له
، وكذلك لحاف المرأة لباس لها. فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه الآية ، وبه يحسن
موقع استعارة اللباس : من كل من الزوجين للآخر.
وفيه وجه آخر ، وهو : أنها تنعطف عليه
أحيانا ، فتكون عليه كاللباس. قال الشاعر :
إذا ما الضجيع ثنى عطفه :
تثنت ، فكانت عليه لباسا
وأردأ أشكاله : أن تعلوه المرأة ، ويجامعها
على ظهره. وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة ، بل نوع
الذكر والأنثى. وفيه من المفاسد : أن المني يتعسر خروجه كله ، فربما بقى في العضو
منه بقية : فيتعفن ويفسد ، فيضر.
وأيضا : فربما سال إلى الذكر رطوبات من
الفرج. وأيضا : فإن الرحم لا يتمكن من الاشتمال على الماء ، واجتماعه فيه ، وانضمامه
عليه ـ لتخليق الولد.
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 198