responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 193

والحب والشجاعة والاحسان ، فلا تزال ترتاض بذلك شيئا فشيئا ، حتى تصير لها هذه الصفات هيآت راسخة ، وملكات ثابتة.

وأنت إذا تأملت هديه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك ، وجدته أكمل هدى حافظ للصحة والقوى ، ونافع في المعاش والمعاد.

ولا ريب أن الصلاة نفسها فيها ـ : من حفظ صحة البدن ، وإذابة أخلاطه وفضلاته. ـ ما هو من أنفع شئ له ، سوى ما فيها : من حفظ صحة الايمان ، وسعادة الدنيا والآخرة.

وكذلك قيام الليل : من أنفع أسباب حفظ الصحة ، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة ، ومن أنشط شئ للبدن والروح والقلب. كما في الصحيحين ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : « يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ـ إذا هو نام ـ ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد. فإن هو استيقظ ، فذكر : الله انحلت عقدة. فإن توضأ : انحلت عقدة ثانية. فإن صلى : انحلت عقده كلها ، فأصبح نشيطا طيب النفس. وإلا : أصبح خبيث النفس كسلان ».

وفى الصوم الشرعي ـ : من أسباب حفظ الصحة ، ورياضة البدن والنفس. ـ مالا يدفعه صحيح الفطرة.

وأما الجهاد وما فيه من الحركات الكلية ـ التي هي من أعظم أسباب القوة ، وحفظ الصحة ، وصلابة القلب والبدن ودفع فضلاتهما ، وزوال الهم والغم والحزن ـ : فأمر إنما يعرفه من له منه نصيب. وكذلك الحج وفعل المناسك. وكذلك المسابقة على الخيل بالنصال ، والمشي في الحوائج وإلى الاخوان ، وقضاء حقوقهم ، وعيادة مرضاهم ، وتشييع جنائزهم ، والمشي إلى المساجد للجمعات والجماعات ، وحركة الوضوء والاغتسال وغير ذلك.

وهذا أقل ما فيه : الرياضة المعينة على حفظ الصحة ، ودفع الفضلات. وأماما شرع له ـ : من التوصل به إلى خيرات الدنيا والآخرة ، ودفع شرورهما. ـ فأمر وراء ذلك.

فعلمت أن هديه فوق كل هدى : في طب الأبدان والقلوب ، وحفظ صحتهما ، ودفع

(١٣ ـ الطب النبوي)

اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست