اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 174
ببرودة هذا ، ويبوسة
هذا برطوبة هذا. كما فعل في القثاء والرطب ، وكما كان يأكل التمر بالسمن ـ وهو : الحبس.
ـ ويشرب نقيع التمر يلطف به كيموسات الأغذية الشديدة.
وكان يأمر بالعشاء ولو بكف من تمر ، ويقول
: « ترك العشاء مهرمة »
ذكره الترمذي في جامعه ، وابن ماجة في سننه [١].
وذكر أبو نعيم عنه : « أنه كان ينهى عن
النوم على الاكل ، ويذكر : أنه يقسى القلب ». ولهذا ، في وصايا الأطباء لمن أراد
حفظ الصحة : أن يمشى بعد العشاء خطوات ولو مائة خطوة ، ولا ينام عقبة ، فإنه مضر
جدا. وقال مسلموهم : أو يصلى عقيبه ، ليستقر الغذاء بقعر المعدة ، فيسهل هضمه
ويجود بذلك.
ولم يكن من هديه : أن يشرب على طعامه
فيفسده ، ولا سيما إن كان الماء حارا أو باردا ، فإنه ردئ جدا. قال الشاعر :
لا تكن عند أكل سخن وبرد ،
ودخول الحمام ـ تشرب ماء
فإذا ما اجتنبت ذلك حقا :
لم تخف ما حييت ، في الجوف داء
ويكره شرب الماء عقيب الرياضة والتعب ، وعقيب
الجماع ، وعقيب الطعام وقبله ، وعقيب أكل الفاكهة ـ وإن كان الشرب عقيب بعضها ، أسهل
من بعض ـ وعقب الحمام ، وعند الانتباه من النوم. فهذا كله مناف لحفظ الصحة. ولا
اعتبار بالعوائد : فإنها طبائع ثوان.
وأما هديه في الشراب ، فمن أكمل هدى
يحفظ به الصحة : فإنه كان يشرب العسل الممزوج بالماء البارد : وفى هذا من حفظ
الصحة ، مالا لا يهتدى إلى معرفته إلا أفاضل الأطباء
[١] حديث ضعيف! اه
ق. وانظر : المقاصد الحسنة (ص ١٥٧ ـ ١٥٨ : ط القاهرة).