اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 146
مصر ، ويطلون به على
سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وظهورهم وأضلاعهم ، فينتفعون به منفعة بينة. قال : وعلى
هذا النحو ، فقد يقع هذا الطلاء للأورام العفنة والمترهلة الرخوة. قال : وإني
لأعرف قوما ـ ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل ـ انتفعوا بهذا الطين
نفعا بينا ، وقوما آخرين شفوا به أوجاعا مزمنة ، كانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكنا
شديدا ، فبرأت وذهبت أصلا ». وقال صاحب الكتاب المسيحي : « قوة الطين المجلوب من
كنوس ـ وهى جزيرة المصطكي ـ قوة تجلو أو تغسل ، وتنبت اللحم في القروح ، وتختم القروح
»
انتهى.
وإذا كان هذا في هذه التربات ، فما الظن
بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها : وقد خالطت ريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقارنت رقيته
باسم ربه وتفويض الامر إليه؟! وقد تقدم أن قوى الرقية وتأثيرها : بحسب الراقي
وانفعال المرقى عن رقيته. وهذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم ، فإن انتفى أحد
الأوصاف ، فليقل ما شاء.
فصل في هديه صلىاللهعليهوسلم
في علاج الوجع بالرقية
روى مسلم في صحيحه ، عن عثمان بن أبي
العاص : « أنه شكا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم
: ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : باسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ
بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد وأحاذر [١]
».
ففي هذا العلاج ـ : من ذكر اسم الله
والتفويض إليه ، والاستعاذة بعزته وقدرته من شر الألم. ـ ما يذهب به. وتكراره
ليكون أنجع وأبلغ ، كتكرار الدواء لاخراج المادة. وفى السبع خاصية لا توجد في
غيرها.
وفى الصحيحين : « أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يعود بعض أهله
، يمسح عليه بيده اليمنى ، ويقول : اللهم رب الناس ، أذهب الباس : واشف أنت الشافي
، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ».