اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 101
من الاذكار والآيات
والدعوات ، التي تبطل فعلها وتأثيرها. وكلما كانت أقوى وأشد : كانت أبلغ في النشرة.
وذلك بمنزلة التقاء جيشين : مع كل واحد منهما عدته وسلاحه ، فأيهما غلب الاخر : قهره
وكان الحكم له. فالقلب إذا كان ممتلئا من الله ، مغمورا بذكره ـ وله من التوجهات
والدعوات ، والاذكار والتعوذات ، ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه ـ : كان هذا
من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له ، ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه.
وعند السحرة : أن سحرهم إنما يتم تأثيره
في القلوب الضعيفة المنفعلة ، والنفوس الشهوانية التي هي معلقة بالسفليات. ولهذا
غالب ما يؤثر : في النساء والصبيان ، والجهال وأهل البوادي ، ومن ضعف حظه من الدين
والتوكل والتوحيد ، ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية ، والدعوات والتعوذات
النبوية. وبالجملة ، فسلطان تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة ، التي يكون ميلها
إلى السفليات.
قالوا : والمسحور هو الذي يعين على نفسه
، فإنا نجد قلبه متعلقا بشئ ، كثير الالتفات إليه ، فيتسلط على قلبه بما فيه : من
الميل والالتفات. والأرواح الخبيثة إنما تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لتسلطها
عليها ، بميلها إلى ما يناسب تلك الأرواح الخبيثة ، وبفراغها من القوة الإلهية ، وعدم
أخذها للعدة التي تجاربها بها ، فتجدها فارغة لا عدة معها ، وفيها ميل إلى ما يناسبها
، فتتسلط عليها ، ويتمكن تأثيرها فيها بالسحر وغيره. والله أعلم.
فصل في هديه صلىاللهعليهوسلم
في الاستفراغ بالقئ
روى الترمذي في جامعه ـ عن معدان بن أبي
طلحة ، عن أبي الدرداء : « أن النبي صلىاللهعليهوسلم
قاء فتوضأ. فلقيت ثوبان في مسجد دمشق ، فذكرت له ذلك. فقال : صدق ، أنا صببت له
وضوءه ». [١]
قال الترمذي : وهذا أصح شئ في الباب.
[١] وأخرجه أيضا
أحمد والحاكم وابن الجارود والدار قطني والبيهقي والطحاوي. اه ق
اسم الکتاب : الطبّ النبوي المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 101