اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 103
« إليكم عنّي ، فلا عذر
بعد تعذيركم ، ولا أمر بعد تقصيركم
» [١].
وصية الصديقة فاطمة عليهاالسلام
أحسّت سيّدة نساء العالمين عليهاالسلام بدنوّ أجلها ، واشتدّت وطأة المرض
عليها ، فقد أنهكتها الكوارث والمصائب التي ألمّت بها بعد وفاة أبيها صلىاللهعليهوآله ، ولاحت عليها بوادر الضعف ، وانهارت
قواها ، فأيقنت أنه حان موعد الالتحاق بأبيها صلىاللهعليهوآله
والاجتماع به في جوار الربّ الكريم.
لقد مرضت الصدّيقة مرضا شديدا ، ومكثت
أربعين ليلة ، فلمّا نعيت إليها نفسها ، دعت أُم أيمن وأسماء بنت عميس ووجّهتْ
خَلْفَ علي عليهالسلام وأحضرته ، فقالت
: « يا ابن عم
، إنّه قد نعيت إلي نفسي ، وإني لا أرى ما بي إلاّ أنّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة
، وأنا اُوصيك بأشياء في قلبي
».
قال لها علي عليهالسلام : « أوصيني بما أحببتِ يا بنت رسول اللّه
»! فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، ثمّ قالت : « يا ابن عم ، ما عهدتني
كاذبة ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني
» فقال علي عليهالسلام : « معاذ اللّه ، أَنت
أَعلم باللّه وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفا من اللّه من أن أوبّخك بمخالفتي ، قد
عزّ عليَّ مفارقتك وفقدك ، إلاّ أنه أمر لا بدّ منه ، واللّه جدّدتِ عليّ مصيبة
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وقد عظمت وفاتك
وفقدك ، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما
[١] من مصادر هذه
الخطبة : بلاغات النساء / ابن طيفور : ٣٢ ، دلائل الإمامة / الطبري الإمامي : ١٢٦
ـ ١٢٩ / ٣٧ و ٣٨ ، معاني الأخبار / الصدوق : ١٠١ ط إيران ، الأمالي / الطوسي : ٢٣٨
، الاحتجاج / الطبرسي ١ : ١٤٩ ، شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٣٤ ،
وغيرها من المصادر المعتبرة.
اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 103