من خبير سألت ؛
قلوبهم معك ، وسيوفهم مع بني اُميّة ، والقضاء ينزل من السماء ، والله يفعل ما
يشاء. فقال له الحسين (عليه السّلام) : «صدقت ، لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء ، وكلّ
يوم ربّنا في شأن. إن نزل القضاء بما نحبّ فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان
على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء ، فلم يعتد مَنْ كان الحق نيّته ،
والتقوى سريرته ، والسلام عليك» [١].
ثمّ حرّك دابته وسار.
٢٧ ـ كتاب عبد الله بن جعفر
الطيار إلى الحسين (عليه السّلام)
ولمّا وصل نبأ خروج الحسين (عليه
السّلام) من مكّة إلى عبد الله بن جعفر الطيار ، كتب كتاباً للحسين (عليه السّلام)
، وبعثه مع ابنيه عون ومحمّد ، جاء فيه : «أمّا بعد ، فإنّي أسألك بالله لما
انصرفت حتّى تنظر في كتابي ؛ فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجّهت له أن يكون فيه
هلاكك واستئصال أهل بيتك. إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض ؛ فإنّك علم المهتدين ،
ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالسير ؛ فإنّي في أثر الكتاب ، والسّلام» [٢].