تعالى : «لِي عَمَلِي وَلَكُمْ
عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا
تَعْمَلُونَ» [١]. ثمّ سار الحسين (عليه السّلام) ومعه
ركبه ، وهو يذكر يحيى بن زكريا وقتله ، ويقول : «من هوان الدنيا على الله أنّ رأس
يحيى بن زكريا اُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل». حتّى مرّ بالتنعيم ، فوجد
فيها عيراً تحمل هدايا من الورس والحلل إلى يزيد بن معاوية ، بعث بها عامله على
اليمن ، فأخذها وقال لأصحاب الجمال : «مَنْ أحبّ أن ينطلق معنا وفّيناه كراه
وأحسنّا صحبته ، ومَنْ أحبّ أن يفارقنا أعطيناه كراه». فبقي بعضهم مع الحسين (عليه
السّلام) وذهب آخرون.
٢٦ ـ الحسين (عليه السّلام)
والفرزدق
ثمّ أقبل الحسين (عليه السّلام) حتّى
انتهى إلى منطقة الصفاح ، فلقيه الفرزدق بن غالب الشاعر ، فواقف حسيناً وقال له :
أعطاك الله سؤلك ، وأملك فيما تحبّ ، بأبي أنت وأمّي يابن رسول الله! فقال له
الحسين (عليه السّلام) : «ما خلفت الناس؟». فقال له الفرزدق :