فهو لا يفكّر في
البقاء والحياة إلاّ إذا كانت الحياة تكسب نصراً لعقيدته ورسالته ، وإذا كان الموت
والفداء يحقّقان النصر للمعتقد وللهدف المنشود ، فالموت لديه أفضل من الحياة ، التي
لا تقدّم نصراً للعقيدة والرسالة.
وهذا المفهوم تجسّد في الحسين (عليه
السّلام) والحسين تجسّد فيه ، فهو سبط الرسول الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله) الذي
عرض عليه المشركون الدنيا بأبعادها ، قائلين لأبي طالب عمّه وناصره ، ومؤمن قريش :
قل لابن أخيك : إن كان يريد مالاً أعطيناه مالاً لم يكن لأحد من قريش ، وإن كان
يريد ملكاً توّجناه على العرب ... إلخ.
فجاء إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فأخبره
بمقالة القوم :
فاستعبر النبيّ قائلاً :
«يا عمّاه ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر
في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» [١]. وهذا أبوه