علي بن أبي طالب (عليه
السّلام) الفدائي الأوّل للإسلام ، ولنبيّه محمد (صلّى الله عليه وآله) في كلّ
الحروب والمواطن.
وهذا عمّه حمزة سيد الشهداء ، وهذا
أيضاً عمّه جعفر الطيار (رضوان الله عليهما) ، نصروا الإسلام بكلّ ما يملكون ، فالموت
في مفهوم هؤلاء الأبرار الشهداء حياة إذا نصروا المبدأ والعقيدة ، والحياة ممات
إذا كانت بلا هدف ولا عقيدة.
فالحسين (عليه السّلام) ينطلق من مفهوم
جدّه وأبيه وأعمامه الخيّرين ، فرأى لا بدّ أن يمزّق الخناق الذي فرضه يزيد على
الإسلام ، ويغذّي شجرة الشريعة التي كادت أن تنضب وتجفّ في ظل الحكم الأموي وإن
كان ذلك يسبب له إزهاق الأرواح ، وقتل الأنفس ، وجريان الدماء على وجه الأرض
لترتوي الغصون الذابلة للشجرة الإسلاميّة من هذه الدماء الزكية ؛ دم الحسين وأهل
بيته وأنصاره. ولأنّه أيضاً جهاد في سبيل الله ونصرة دينه ، فاستجاب أبو الفداء
الحسين لذلك ، ووقف في صبيحة عاشوراء يقدّم فتيانه من آله وأنصاره ضحية بعد ضحية ،
وقرباناً بعد قربان ، قائلاً :