اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 58
ويقرّرون عليهنّ
الضرائب ، فيكتسبن بالفجور ، وكانوا يلحقون النسب بالزناة إذا ادّعوا الولد. وكان
لزمعة أمّة وكان يلمّ بها ، فظهر بها حمل زعم عتبة بن أبي وقاص أنّه منه ، وعهد
إلى أخيه سعد أن يستلحقه ، فخاصم فيه عبد بن زمعة ، فقال له سعد : هو ابن أخي على
ما كان عليه الأمر في الجاهليّة. وقال عبد : هو أخي على ما استقر عليه الأمر في
الإسلام ، فأبطل النبي صلىاللهعليهوآله
حكم الجاهليّة وألحقه بزمعة ، وقال : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» [١].
[١] روى البخاري قال
: حدّثنا يحيى بن قزعة ، حدّثنا مالك ، عن بن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة
(رضي الله تعالى عنها) قالت : كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص
أنّ ابن وليدة زمعة منّي فاقبضه. قالت : فلمّا كان عامّ الفتح أخذه سعد بن أبي
وقاص وقال : ابن أخي قد عهد إليّ فيه. فقام عبد بن زمعة فقال : أخي وابن وليدة أبي
ولد على فراشه. فتساوقا إلى النبي صلىاللهعليهوآله
، فقال سعد : يا رسول الله ، ابن أخي كان قد عهد إليّ فيه. فقال عبد بن زمعة : أخي
وابن وليدة أبي ولد على فراشه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: «هو لك يا عبد بن زمعة». ثمّ قال النبي صلىاللهعليهوآله
: «الولد للفراش وللعاهر الحجر». ثم قال لسودة بنت زمعة زوج النبي صلىاللهعليهوآله : «احتجبي منه» ؛
لِما رأى من شبهه بعتبة ، فما رآها حتّى لقي الله (مختصر صحيح البخاري ٢ / ٧٢٤). وروى
أبو داود حدّثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا مهدي بن ميمون أبو يحيى ، ثنا محمّد بن عبد
الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله
تعالى عنه) ، عن رباح قال : زوّجني أهلي أمة لهم رومية ، فوقعت عليها فولدت غلاماً
أسود مثلي فسمّيته عبد الله ، ثمّ وقعت عليها فولدت غلاماً أسود مثلي فسمّيته عبيد
الله. ثمّ طبن لها غلام لأهلي رومي يُقال له : يوحنه ، فراطنها بلسانه فولدت
غلاماً كأنّه وزغة من الوزغات ، فقلت لها : ما هذا؟ فقالت : هذا ليوحنه. فرفعنا
إلى عثمان ـ أحسبه قال : مهدي ـ قال : فسألهما فاعترفا ، فقال لهما : أترضيان أن
أقضي بينكما بقضاء رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
قضى أنّ الولد للفراش ، وأحسبه قال : فجلدها وجلده وكان مملوكين. (سنن أبي داود ٢
/ ٢٨٣). وروى أحمد قال : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا محمّد بن جعفر ، ثنا
سعيد ويزيد بن هارون ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن
غنم ، عن عمرو بن خارجة قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بمنى وهو على راحلته ... فقال : «... الولد للفراش وللعاهر الحجر ، ألا ومَنْ
ادّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً» (مسند أحمد ٤ / ٢٣٨).
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 58