اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 57
يُقال له إلاّ زياد
بن أبيه [١]
، وقبل استلحاق معاوية له كان يُقال له : زياد بن عبيد ، وكانت أمّه سمية مولاة
الحارث بن كلدة الثقفي تحت عبيد المذكور ، فولدت زياداً على فراشه فكان ينسب إليه
، فلمّا كان في خلافة معاوية شهد جماعة على إقرار أبي سفيان بأنّ زياداً ولده ، فاستلحقه
معاوية لذلك وزوّج ابنه ابنته ، وأمّر زياداً على العراقين البصرة والكوفة جمعهما
له ، ومات في خلافة معاوية سنة ثلاث وخمسين [٢].
قال الشوكاني بعد أن أورد نظير كلام ابن
حجر : وقد أنكر هذه الواقعة على معاوية مَنْ أنكرها … وقد أجمع أهل العلم على
تحريم نسبته إلى أبي سفيان ، وما وقع في زمان بني اُميّة فإنّما هو تقية [٣].
أقول : قال العلاّمة عبد الرحمن بن أبي
بكر (ت ٩١١ هجرية) في شرحه لصحيح مسلم : (لمّا ادُّعي زياد) بضم الدال مبني
للمجهول ، أي ادّعاه معاوية وألحقه بأبيه أبي سفيان بعد أن كان يُعرف بزياد بن
أبيه ؛ لأنّ أمّه ولدته على فراش عبيد ، وهذه أوّل قضية غُيِّرَ فيها الحكم الشرعي
في الإسلام [٤].
وقوله (أوّل قضية غُيِّرَ فيها الحكم
الشرعي) : إشارة إلى ما عُرِف من قضاء النبي صلىاللهعليهوآله
في مثل هذه القضية حيث هدم حكم الجاهليّة.
قال الخطابي وتبعه عياض والقرطبي
وغيرهما : كان أهل الجاهليّة يقتنون الولائد
[١] بقي بعضهم
يسمّيه زياد بن أبي سفيان من قبيل يحيى بن معين في تاريخه ٣ / ٣٤٥ في ترجمة أبي
الحواري. قال يحيى : مولى لولد زياد بن أبي سفيان. والمزي في تهذيب الكمال في
ترجمة قزعة بن يحيى ، ويُقال : ابن الأسود أبو الغادية البصري مولى زياد بن أبي
سفيان.
[٤] الديباج على
صحيح مسلم ١ / ٨٤ طبعة السعودية ٤١٦. أقول : يصدق كلامه إذا قيدناه بفترة ما بعد
علي والحسن وإلاّ فإنّ قبلهما قد غيّرت أحكام كثيرة علناً من قبل السلطة ، من قبيل
تغيير حكم متعة الحجّ وغيره.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 57