اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 304
وهو ينادي : يا
غوثاه! يا غوثاه! فأتى مصعب ، فقيل له : إنّ بالباب رجلاً ينادي : يا غوثاه! يا
غوثاه! مشقوق القباء ، من صفته كذا وكذا ، فقال لهم : نعم ، هذا شبث بن ربعي ، لم
يكن ليفعل هذا غيره ، فأدخلوه. فأُدخل عليه ، وجاءه أشراف الناس من أهل الكوفة
فدخلوا عليه ، فأخبروه بما أُصيبوا به ، وسألوه النصر لهم والمسير إلى المختار
معهم.
أقول : ولا بدّ أنّ شبثاً وأصحابه قالوا
لمصعب : إنّ المختار وأصحابه قد أظهر هو وسبائيته البراءة من الأسلاف الصالحين [١].
قال أبو مخنف : فحدّثني أبو يوسف بن
يزيد أنّ مصعب لمّا أراد المسير إلى الكوفة حين أكثر الناس عليه قال لمحمد بن
الأشعث : إنّي لا أسير حتّى يأتيني المهلّب بن أبي صفرة. فكتب مصعب إلى المهلّب
وهو عامله على فارس : أن أقبل إلينا لتشهد أمرنا ، فإنّا نريد المسير إلى الكوفة.
فخرج المهلّب وأقبل بجموع كثيرة وأموال
عظيمة معه.
وخرج مصعب ، فقدّم أمامه عبّاد بن
الحصين الحبطي من بني تميم على مقدّمته ، وبعث عمر بن عبيد الله بن معمر على
ميمنته ، وبعث المهلّب بن أبي صفرة على ميسرته ، وجعل مالك بن مسمع على خمس بكر بن
وائل ، ومالك بن المنذر على خمس عبد القيس ،
[١] روى الطبري قال
: قال أبو مخنف : فحدّثني قدامة بن حوشب قال : جاء شبث بن ربعي ، وشمر بن ذي
الجوشن ، ومحمد بن الأشعث ، وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس ، حتّى دخلوا على كعب بن
أبي كعب الخثعمي ، فتكلّم شبث وقال فيما يعتب المختار : إنّه زعم أنّ ابن الحنفيّة
بعثه إلينا ، وقد علمنا أنّ ابن الحنفيّة لم يفعل ، وأظهر هو وسبائيته البراءة من أسلافنا
الصالحين (تاريخ الطبري ٤ / ٥١٨). أقول : إنّ أبا مخنف يجعل هذه الواقعة في الكوفة
بعد روايته قيام ثورة ضدّ المختار من قِبل شبث وأصحابه من قَتَلة الحسين ، ولم يكن
قد بدأ بقتلهم ، غير أننا نرى أنّ المختار حين قام وجرت معركة بينه وبين شبث
وأصحابه وابن مطيع مع المختار وأصحابه لم يؤمن قتلة الحسين
عليهالسلام ، بل قتلهم في تلك
الواقعة واقتصّ منهم ، ثمّ هرب شبث وأصحابه إلى البصرة ، وشبث يعرف أنّ اُطروحة
المختار وأصحابه هي أطروحة علي ، (وموقف علي عليهالسلام
من الحكّام الذين قبله معروف). والسبائية في النصّ لقب ظهر في العهد العباسي
الأوّل يشير إلى الشيعة القائلين بالنصّ لعلي عليهالسلام
، الذي يترتّب عليه البراءة من عدوّه.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 304