اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 303
الإسلام ، فإن فعلوا
فاقبل واكفف ، ثمّ ادعهم إلى التحوّل من دارهم إلى المهاجرين ، فإن فعلوا فأخبرهم
أنّ لهم ما للمهاجرين ، وعليهم ما على المهاجرين. وإن دخلوا في الإسلام واختاروا
دارهم فأخبرهم أنّهم يكونون كأعراب المسلمين ، يجري عليهم حكم الله ، ولا يكون لهم
في الفيء ولا في الغنيمة شيء إلاّ أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن أبوا فادعهم إلى
إعطاء الجزية ، فإن فعلوا فاقبل منهم واكفف عنهم ، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم.
وإن أنت حاصرت أهل حصن أو مدينة فأرادوا أن تستنزلهم على حكم الله فلا تستنزلهم
على حكم الله ، ولكن أنزلهم على حكمك ؛ فإنّك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا ،
وإن حاصرت أهل حصن أو مدينة وأرادوا أن تجعل لهم ذمّة الله وذمّة رسول الله فلا تجعل
لهم ذمّة الله وذمّة رسول الله ، ولكن اجعل لهم ذمّتك وذمّة أبيك وأصحابك ؛ فإنّكم
إن تخفروا [١]
ذممكم وذمم آبائكم خير لكم من أن تخفروا ذمّة الله وذمّة رسوله» [٢].
قال ابن أبي الحديد : وروى عن زيد بن
أرقم من طرق مختلفة أنّه قيل له : بأيّ شيء كفّرتم عثمان؟ فقال : بثلاث ؛ جعل
المال دولة بين الأغنياء ، وجعل المهاجرين من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله بمنزلة مَنْ حارب
الله ورسوله ، وعمل بغير كتاب الله [٣].
وكذلك روايات عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعامر
بن واثلة وعطية ونظرائهم ، وستأتي في فصل قادم من هذا الكتاب.
الحرب بين مصعب والمختار :
قال الطبري : وفي هذه السنة (٦٧ هـ) سار
مصعب بن الزبير إلى المختار فقتله.
قال هشام بن محمد ، عن أبي مخنف ، حدّثني
حبيب بن بديل قال : لمّا قدم شبث على مصعب بن الزبير البصرة ، وتحته بغلة له قد
قطع ذنبها ، وقطع طرف اُذنها ، وشقّ قباءه
[١] الأخفار : عدم
الوفاء للمجير. والخفارة : الذمّة. (كتاب العين ـ مادة خَفَر).
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 303