اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 223
فقال الناس : يا أمير المؤمنين ، ائذن
له ليصعد ، فعلّنا نسمع منه شيئاً. فقال لهم : إن صعد المنبر هذا لم ينزل إلاّ
بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان.
فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا؟ فقال : إنّه
من أهل بيت قد زقّوا العلم زقّاً. ولم يزالوا به حتّى أذن له بالصعود ، فصعد
المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال :
«أيّها النّاس ، أُعطينا ستّاً وفُضّلنا
بسبع ؛ أُعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبّة في
قلوب المؤمنين ، وفُضّلنا بأنّ منّا النبي المختار محمّداً صلىاللهعليهوآله ، ومنّا الصدّيق ، ومنّا
الطيار ، ومنّا أسد الله وأسد الرسول ، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنّا
سبطا هذه الأمّة وسيّدا شباب أهل الجنّة ، فمَنْ عرفني فقد عرفني ، ومَنْ لم
يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي :
أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن زمزم
والصفا ، أنا ابن من حُمل الركن بأطراف الرداء ، أنا ابن خير مَنْ ائتزر وارتدى ، أنا
ابن خير مَنْ انتعل واحتفى ، أنا ابن خير مَنْ طاف وسعى ، أنا ابن مَنْ حجّ ولبّى
، أنا ابن مَنْ حُمل على البراق في الهواء ، أنا ابن مَنْ أُسري به من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان مَنْ أسرى! أنا ابن مَنْ بلغ به جبرئيل إلى
سدرة المنتهى ، أنا ابن مَنْ دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن محمّد
المصطفى.
أنا ابن مَنْ ضرب خراطيم الخلق حتّى
قالوا لا إله إلاّ الله ، أنا ابن مَنْ بايع البيعتين ، وصلّى القبلتين ، وقاتل
ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، يعسوب المسلمين ، وقاتل الناكثين والقاسطين
والمارقين ، سمح سخي ، بهلول زكي ، ليث الحجاز ، وكبش العراق ، مكيّ مدنيّ ، أبطحيّ
تهاميّ ، خيفيّ عقبيّ ، بدريّ اُحديّ ، شجريّ مهاجري ، أبي السبطين الحسن والحسين
علي بن أبي طالب.
أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيّدة
النساء ، أنا ابن بضعة الرسول ...».
قال : ولم يزل يقول أنا أنا حتّى ضجّ
الناس بالبكاء والنحيب ، وخشي يزيد أن تكون فتنة.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 223