اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 124
ثلاثة لا تسأل عنهم
؛ رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصياً فلا تسأل عنه ، وأمة أو عبد أبق من
سيده ، وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرّجت وتمرّجت بعده [١].
أقول : المراد بالإمام في الرواية
الحاكم الأعلى للمسلمين.
وروى مسلم عن أبي قيس بن رياح ، عن أبي
هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنّه قال : مَنْ خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ، مات ميتة جاهليّة [٢].
وروى أحمد بن حنبل عن ابن عمر ، عن
النبي صلىاللهعليهوآله
قال : مَنْ نزع يداً من طاعة فلا حجّة له يوم القيامة ، ومَنْ مات مفارقاً للجماعة
فقد مات ميتة جاهليّة [٣].
وروى أيضاً عن عبد الله بن عامر بن
ربيعة العدوي ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: مَنْ مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهليّة ، فإن خلعها من بعد عقدها في عنقه
لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجّة [٤].
معاوية استخلفه على
دمشق في سفرة سافرها. وأرّخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين. وكذا قال ابن السكن ،
وقال : مات بدمشق. قال المزي في تهذيب الكمال : صاحب النبي صلىاللهعليهوآله ، شهد أحداً وبايع
تحت الشجرة ، وشهد خيبر مع النبي صلىاللهعليهوآله
، وولاّه معاوية على الغزو ثمّ ولاّه قضاء دمشق ، وكان خليفة معاوية على دمشق إذا
غاب عنها ، روى له البخاري في المفرد والباقون.
[١] الأدب المفرد / ٢٠٧
، مسند أحمد ٦ / ١٩ ، صحيح ابن حبان ١٠ / ٤٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ٢٠٦ ، المعجم
الكبير ـ للطبراني ١٨ / ٣٠٦.
[٤] مسند أحمد ٢ / ٩٣.
وقال النووي في شرحه بباب لزوم طاعة الأُمراء في غير معصية : وقال جماهير أهل
السنّة من الفقهاء والمحدّثين والمتكلّمين : لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق
، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك ، بل يجب وعظه وتخويفه ؛ للأحاديث الواردة
في ذلك. وقال قبله : وأمّا الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا
فسقة ظالمين ، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ، وأجمع أهل السنّة أنّه لا
ينعزل السلطان بالفسق.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 124