اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 123
رأس الدين ، سواء
كانوا في موقع الحكم والسلطة فعلاً أم لم يكونوا ؛ لأنّهم المفتاح إلى معرفة دين
الله تعالى ، وصار المطيع لهم وليّاً لله ، والعاصي لهم عاصيّاً لله تعالى.
حرَّف معاوية ومَنْ جاء بعده هذا
المفهوم الإسلامي الصحيح حين جعلوا الحاكم بمجرد كونه حاكماً خليفة لله تعالى ، وطاعته
رأس الدين [١].
روايات موضوعة لإسناد
الاُطروحة الاُمويّة :
وقد أُسنِد هذا الطرح الاُموي بأحاديث
وضُعت على لسان النبي صلىاللهعليهوآله
ضمن الثورة الثقافية المضادة التي أرسى دعائمها معاوية ، وفيما يلي طرف من هذه
الأحاديث :
روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال :
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : يكون بعدي أئمة
لا يهتدون بهداي ، ولا يستنّون بسنّتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في
جثمان إنس.
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول اللّه إن
أدركت ذلك؟
قال : تسمع وتطيع للأمير ، وإن ضرب ظهرك
، وأخذ مالك فاسمع وأطع [٢].
وفي رواية الطيالسي وأحمد بن حنبل أنّه صلىاللهعليهوآله قال : فإن رأيت
يومئذ لله عزّ وجلّ في الأرض خليفة فألزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك [٣].
روى البخاري : قال حدّثنا عثمان بن صالح
قال : أخبرنا عبد الله بن وهب قال : حدّثنا أبو هانئ الخولاني ، عن أبي علي الجنبي
، عن فضالة بن عبيد [٤]
، عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال :
[١] تماماً كما صنع
السامري في بني إسرائيل ، وأشار إليه قوله تعالى : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ
أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا) طه ٩٦ ، أي حرفتها.
[٢] مختصر صحيح
البخاري ٣ / ١٣١٩ ، صحيح مسلم ٣ / ١٤٧٦.
[٣] مسند أبي داود
الطيالسي / ٥٩ ، مسند أحمد ٥ / ٤٠٣.
[٤] قال ابن حجر في
الإصابة : فضالة بن عبيد الأنصاري الأوسي ، أبو محمّد ، أسلم قديماً ولم يشهد
بدراً ، وشهد أحداً فما بعدها ، وشهد فتح مصر والشام قبلها ، ثمّ سكن الشام وولّى
الغزو ، وولاّه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء. وقال ابن حبان : مات في خلافة
معاوية ، وكان معاوية ممّن حمل سريره ، وكان
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 123